أكد الدكتور فيصل الصافي، رئيس قسم واستشاري أمراض النساء والأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني، خلال ورشة العمل الطبية «الوضع الحالي والحلول المستقبلية لسرطان المبيض» التي نظمتها شركة استرازينيكا خلال شهر فبراير 2017، على أهمية زيادة الوعي بين جميع النساء في المجتمع فيما يتعلق بالاهتمام بالصحة وطلب المشورة الطبية في حال وجود أي أعراض متكررة قد ترتبط ببعض الأمراض الخطيرة التي يصعب تشخصيها خلال مراحلها الأولى مثل مرض سرطان المبيض، الذي يمثل نحو 4% من جميع حالات السرطان بين النساء في العالم، لافتاً إلى أن الطب لم يتمكن من معرفة المسبب الرئيس للمرض حتى الآن، ولكن توجد عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة به مثل التاريخ العائلي للمرض. وبيّن الدكتور الصافي أن بإمكان المرأة اتخاذ خطوات احترازية للكشف عن مدى قابلية إصابتها بمرض سرطان المبيض ومنع تطوره؛ إذ ينصح المرأة التي لديها تاريخ عائلي مع أي من أنواع مرض السرطان، بإجراء فحص الجين المتحوّر BRCA 1& 2 لتحديد مدى إمكانية الإصابة بهذا المرض، داعياً إلى إطلاق حملات لتشجيع السيدات على إجراء فحص الجين المتحّور حتى لو لم تكن عائلتها تملك تاريخاً مع مرض السرطان. وأكد الدكتور الصافي أنه في الوقت الراهن مازال علاج مرض سرطان المبيض يتم عبر طريقين فقط هما العمل الجراحي والعلاج بالكيماوي، موضحاً أن الخطوات والإجراءات الاحترازية اللازم اتخاذها من أجل حياة صحية ترتبط بمدى الوعي بأهم الخطوات التي تساعد على تقليل نسبة الإصابة بسرطان المبيض غير الوراثي. مشيراً إلى وجود عدد من العوامل التي من شأنها زيادة قابلية تعرّض الجسم لمرض السرطان مثل قلة الاهتمام بالصحة والعادات اليومية الخاطئة فيما يتعلق بصحة البدن، بالإضافة إلى التدخين وتناول المشروبات الكحولية بشكل عام. من جهته يضيف الدكتور إسماعيل شحادة، رئيس شركة استرازينيكا السعودية أن الوعي الصحي بات ضرورة ملحة في ظل انتشار أمراض السرطان التي تصيب النساء؛ حيث تشير الإحصاءات الطبية في السعودية إلى أن الحالات المرضية المكتشفة في مراحلها المبكرة بلغت 42% مقارنة ب %58 للمراحل المتقدمة، كما تشير الإحصائيات إلى نحو %15 من حالات سرطانات المبيض تحدث بسبب وجود طفرة جينية موروثة، وأمام هذا الواقع نسعى إلى توفير المعلومة الطبية بكثافة للجهات ذات العلاقة والمجتمع. وعن الأسباب الطبية التي تحول دون اكتشاف المرض بمراحله الأولى واقتصار التشخيص في مرحلة متقدمة، قال البروفيسور تشارلز جورلي، بروفسور مشارك في كرسي أبحاث علم الأورام في جامعة أدنبرة: «إن الخلايا السرطانية لا تنشأ من المبيض في النساء كما يعتقد، بل تتكون في قناة فالوب، وهي بنية مفتوحة بحيث يمكن للخلايا السرطانية أن تزرع نفسها حول البطن والحوض لتنتشر بعدها في المبيض، وعلى هذا النحو فإنه من الصعب جداً اكتشاف هذه السرطانات في مرحلة مبكرة. مؤكداً أن النصيحة الأهم دائماً هو أنه على المرأة طلب المشورة الطبية فوراً في حال لاحظت ظهور انتفاخ في ناحية البطن وبشكل متكرر لأكثر من أسبوع». وحول الخيارات المتاحة لعلاج المرض في مرحلة متقدمة أشار البروفيسور جورلي، إلى أن هناك عدة خيارات تعتمد على تشخيص الطبيب المعالج، ويعد العمل الجراحي هو الأكثر شيوعاً عبر استئصال كامل الورم بحال كان ظاهرياً، بالإضافة إلى العلاج بالكيماوي ثم العلاج السريري، وحديثاً اكتشف الطب طريقة تعتمد على معالجة الحمض الوراثي المسبب لمرض سرطان عبر مثبطات PARPi، أو علاج antiangiogenic، أو بالعلاج الهرموني، وغيرها من العلاجات الجديدة التي مازالت ضمن مرحلة التجارب السريرية (بما في ذلك المناعية).