أضرمت النيران في شوارع طهران ومشهد وكرمانشاه وشيراز وأصفهان وعدد من المدن الإيرانية الأخرى، إحياءً لآخر أربعاء في السنة الإيرانية، التي يطلق عليها «جهارشنبة سوري»، وتعني «الأربعاء الحمراء». وهي عادة قديمة ارتبطت بالمجوسيّة، متأتية من العادات الفارسية القديمة، حيث عرف التاريخ «إيرانويج»، وهو الموطن الأصلي للفرس القادمين من المناطق الشمالية الباردة، أن النار تعدّ مصدر الدفء وانبعاث الحياة... إلخ. ورغم انقسام المسؤولين الإيرانيين بين القبول بإحيائها أو رفضها؛ كونها أصبحت مناسبة لتعبير الشعبين الفارسي والكردي عن رفضهما حكومة الملالي، إلا أن عدّة تيارات إيرانية معارضة توعّدت بإحيائها على نطاق واسع، واستغلال المناسبة لرفع شعار «الموت للديكتاتور»، التي ستؤدي بدورها إلى مواجهات حتمية مع القوى الأمنية. وفي الوقت الذي يشارف فيه العام الفارسي على الانتهاء، يستعد الإيرانيون للاحتفال ب«عيد النوروز»، وقبل أيام أعلن أحمدي نجاد أن «عيد النوروز» يعدّ من الإلهامات الإلهية، وأن ربيع كل عام ما هو إلا دليل على ظهور الإمام الغائب، وأن الربيع الحقيقي هو ذلك الربيع الذي سيحضر فيه الغائب. إلا أن إيران لا تبدو مقبلة على ربيع مزدهر، فقبيل حلوله بأسبوع فقط شهدت عدة مدن إضرام النيران بالشوارع، ورفع هتاف الموت للدكتاتور، ومداهمة عدد من مقرّات الشرطة والحرس الثوري في عدد من أحياء طهران، مثل «شميران» و»ولي عصر». وفي ظل حالة الاحتقان الشعبي الكبير، جرّاء مهزلة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والآثار الوخيمة للعقوبات الاقتصادية، والارتفاع المطرد في نسبة الاعتقالات والإعدامات، واختزال السلطات كافة بيد المرشد خامنئي وذراعه المتغطرس المتمثل في الحرس الثوري، فإن ذلك يوحي بالانتقال المباشر من الشتاء إلى الصيف، دون استنشاق الحكومة الإيرانية نسيم الربيع.