دان «الحرس الثوري» مشروع حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد إحياء رأس السنة الايرانية (نوروز) في مدينة برسيبوليس التي كانت عاصمة الإمبراطورية الفارسية. يأتي ذلك فيما أعلن رجل الدين محيي الدين حائري شيرازي، عضو «مجلس خبراء القيادة»، موافقة مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي على ذلك. ورأى مكتب نجاد في موافقة خامنئي ضوءاً أخضر للمضي في الاحتفال، لكن المعارضين يعتبرون أن إحياء «نوروز» في برسيبوليس يذكّر بالاحتفالات الباذخة التي نظّمها الشاه الراحل محمد رضا بهلوي في المدينة عام 1973، إحياءً لذكرى مرور 2500 سنة على الحكم الإمبراطوري في إيران. وقال الجنرال غلام غيرتبروار، أحد قادة «الحرس» في محافظة فارس التي تقع برسيبوليس ضمنها، ان لديه «شعوراً مشؤوماً بالخطر» من إحياء حفل موسيقي في شيراز حيث تقع برسيبوليس، داعياً الى إلغاء المشروع. وأضاف: «في مطلع السنة (الايرانية) الجديدة، وبدل تقريب شعبنا من الشهداء ومُثُلهم، يريدون دفعهم في اتجاه احتفالات قومية. بالطبع لن نسمح بأن يجدّدوا في فارس الذكرى القاتمة لاحتفالات مرور 2500 سنة على الحكم الامبراطوري». وأفادت وكالة «فارس» القريبة من «الحرس»، بأن منظمات طالبية أعلنت نيتها مواجهة احتفالات «نوروز» في برسيبوليس، من خلال «مسيرة أكفان». أتى ذلك بعد انتقاد النائب المحافظ البارز علي مطهري «الاحتفالات الباذخة» التي تنوي الحكومة تنظيمها لمناسبة عيد «نوروز»، بما في ذلك إحياء العيد في برسيبوليس، فيما يعاني الشعب الإيراني ضائقة اقتصادية. من جهة أخرى، أعلن علي كروبي، نجل أحد قادة المعارضة مهدي كروبي، أنه تناول طعام العشاء معهما الأحد الماضي لمناسبة عيد «نوروز»، في «حضور عناصر من الأمن»، مشيراً الى انهما «في خير». وأوردت صحيفة «جاوان» المحافظة، ان زعيم المعارضة مير حسين موسوي التقى وزوجته «والده في حضور عناصر أمن». في سانتياغو، أعلن بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أن إيران «تحاول استغلال» الانتفاضات في المنطقة. وقال: «نراقب دوماً الأوضاع عن كثب». واعتبر ان إيران أظهرت «درجة استثنائية من النفاق»، بإعلانها مساندتها حركات الاحتجاج في دول عربية، وشنّها «حملة قمع وحشية» على المتظاهرين الايرانيين. أتى ذلك بعد اتهام خامنئي الرئيس الأميركي باراك اوباما ب «الكذب» في تأكيده مساندته الشعب الإيراني، وتشبيهه ميدان «أزادي» (الحرية) في طهران ب «ميدان التحرير» في مصر. على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء «دوغان» التركية، بأن السلطات التركية عثرت على أسلحة وذخائر في طائرة شحن إيرانية أُرغمت على الهبوط السبت في دياربكر جنوب شرقي البلاد للتحقّق من حمولتها، مشيرة الى توقيف طاقمها. ولم توضح الوكالة طبيعة المعدات العسكرية المضبوطة في «صناديق» بين حمولة الطائرة التي أقلعت من طهران متوجهة الى حلب شمال سورية. وتمنع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران، بسبب برنامجها النووي، تصدير السلاح. أتى ذلك بعدما أوردت وسائل إعلام تركية ان السلطات عثرت في الطائرة على بنادق روسية الصنع، مشيرة الى ان «فريق التفتيش مازال يحاول معرفة أسباب وجود هذه الأسلحة في الطائرة، ووُجْهَتها». لكن وسائل إعلام إيرانية نقلت عن ناطق باسم السفارة الايرانية في أنقرة نفيه «إرغام» الطائرة على الهبوط في دياربكر، مؤكداً أنها حطّت بموجب «تنسيق مسبق»، في ما اعتبره «أمراً طبيعياً». وهذه ثاني طائرة شحن إيرانية تُرغم على الهبوط في تركيا للتحقق من حمولتها في أقل من أسبوع. وفتّشت السلطات التركية الاسبوع الماضي طائرة متجهة من طهران الى حلب، قبل السماح لها بالسفر مجدداً، من دون الإشارة الى أي وضع غير طبيعي.