لا أجد مبرراً لإدارة نادي النصر في تجميد لاعب بحجم عوض خميس وحرمانه من اللعب مع الفريق في ما تبقى من مدة عقده الاحترافي بسبب انتقاله لمنافسه الهلال للعب معهم بدءاً من الموسم المقبل، أكثر من أننا نعيش بعيداً عن الاحترافية الفعلية، وإن كنا نطبقها إجبارياً في بعض القضايا والمواضيع، ونتعامل مع قضايانا بنظام الفتوة. وبالرغم من كل ما قدمه عوض لناديه طيلة السنوات الأربع ونصف السنة الماضية قادماً من نجران، وساهم في تحقيق البطولات وقدم مستويات كبيرة أهلته لأن يكون لاعباً «جوكر» ومطمعاً لعديد من الأندية، إلا أنه تلقى مكافأة التجميد بعد ارتكابه ذنباً بحسب ناديه وجماهيره، وإن كان مشروعاً تكفله أنظمة الاحتراف، خاصة أنه تلقى عرضاً أفضل وسيخوض تجربة جديدة يراها من وجهة نظره أنها قد تحدث تغيراً في مجرى حياته الرياضية، في الوقت الذي نعيش فيه عصر الاحتراف بعيداً عن المجاملات والانتماءات. إن قضية انتقال لاعب من نادٍ لمنافسه وغريمه التقليدي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولا ننكر أن ناديه النصر تلقى ضربة قوية «إن صح التعبير»، بغض النظر عن تصريحات رئيس النادي وجماهيره والتقليل من شأن اللاعب ووصفه باللاعب الاحتياطي، ولكن التوقيع خلال الموسم يحدث بشكل نادر في مثل هذه الحالات التنافسية، كما أن التعامل الاحترافي يتم بشكل مختلف عما حدث لعوض، وأنا أستشهد هنا دون حصر بانتقال لاعب بروسيا دورتموند الألماني غوتزة من فريقه إلى بايرن ميونيخ في 2013، وتوقيعه على عقد الانتقال خلال الموسم بعد دفع الشرط الجزائي، ولم تفكر إدارته في تجميده بل استفادت منه حتى نهاية عقده، ولعب ضد فريقه المستقبلي في نهائي دوري الأبطال. كان على إدارة نادي النصر أو غيرها من الأندية في المستقبل الاستفادة من مثل هذه التجارب العالمية في التعامل مع مثل هذه القضايا، والاستفادة من لاعب بحجم عوض طيلة الأشهر المتبقية من عقده، لأنه لاعب محترف وسيقدم داخل الملعب أقصى ما يملك وإن كانت المواجهة ضد فريقه الجديد، بدلاً من تجميده ومعاقبته بالتدريب الانفرادي حتى نهاية عقده، كما على إدارة النصر أن تنتبه إلى أن مثل هذه الحالات قد تتكرر في المستقبل القريب وللاعبين لهم وزنهم في الفريق مثل حسن الراهب الذي دخل فترة الأشهر الستة، وشايع شراحيلي الذي وقع لمدة سنة واحدة فقط، إذا لم يتم معالجتها منذ وقت باكر، فهل سيدخلون جميعاً في الحبس الانفرادي لو ارتكبوا نفس الخطأ؟.