فم الإنسان بما يحتويه من أسنان هو المدخل الرئيس للجهاز الهضمي، وبالإضافة إلى وظيفته الأساسية فهو أهم أجزاء الوجه، وعنوان من عناوين الجمال، فالكل يعشق الابتسامة الجميلة والكل يصبو إليها ويدفع الغالي والنفيس لكي يصل لجمالها، لما لا فالابتسامة لها دور كبير جدًا في التأثير على الآخرين وجزء جمالي لا يتجزأ عن الوجه، وله تأثيره الكبير على نفسية الفرد حسبما تشير إليه الدراسات النفسية الحديثة وبالطبع لها الأثر على ثقة الإنسان بنفسه ونجاحه. يعد تقويم الأسنان علاجًا شائعاً وذلك مع تطور التقنيات المستخدمة للعلاج، والتي بدورها تساعد على الوصول إلى مظهر جمالي وتطابق وظيفي للفكين، وهو فرع مهم وحيوي من فروع طب الأسنان الذي يهدف إلى تحسين وظيفة المضغ والشكل، ويتكون في أصله من مقطعين الأول (ortho) تعني الشيء المستقيم في قوامه وكلمة (dontic) وتعني السن. ينقسم تقويم الأسنان بشكل عام إلى نوعين، وهما جهاز التقويم الثابت وجهاز التقويم المتحرك. جهاز التقويم الثابت هو جهاز ملتصق على الأسنان إما من الأمام (ظاهر) أو من الخلف (مخفي) وتأتي على نوعين خزفي أو معدني، والجهاز الثابت يعتمد في عمله على حركة باتجاه وقدرة معينة ومدروسة ومعدة من قبل الطبيب المعالج، أما عن جهاز التقويم المتحرك والذي يعد أقل شيوعًا من جهاز التقويم الثابت، ويكون هذا الجهاز المتحرك على شكل طوق معدني أو شفاف، ومن أهم ميزات هذا النوع القدرة على خلعه وتنظيفه متى ما أراد المريض. سأتطرق في هذا المقال إلى إجابة لعدد من الأسئلة المهمة والشائعة، مثل متى الوقت المناسب لزيارة عيادة تقويم الأسنان؟ وما هو العمر المناسب؟ حسب توصيات الجمعية السعودية لتقويم الأسنان والجمعية الأمريكية لتقويم الأسنان، أول زيارة تكون دائماً خلال عمر 7 سنوات، وذلك مع بداية ظهور الأسنان الدائمة والسبب يعود لوجود دلالات معينه يتبنى من خلالها الطبيب المعالج عن كيفية ظهور الأسنان فيما بعد، إما أن تظهر بشكل طبيعي وبدون أي مشكلات أو ربما تكون هناك مشكلات في الإطباق أو حجم الفكين بالمستقبل، وكلما كان الكشف مبكراً كان تداركها بالعلاج التقويمي وليس اللجوء إلى الجراحة. أما بالنسبة للعمر المناسب لتقويم الأسنان، فإن تقويم الأسنان مناسب لكل الأعمار، وليس هناك عمر يقف عنده عمل تقويم الأسنان، مع الأخذ بالاعتبار بعض الشروط منها الصحة العامة لدى المريض وحالة اللثة لدى الأسنان وحالة عظم الفك، وكذلك الأخذ بالحسبان بأن كل ما تقدم عمر المريض طالت مدة العلاج، على العكس تمامًا لمن هم يأتون لعمل التقويم في الوقت المناسب (الوقت الذهبي) وذلك يعود للقوة المستخدمة لتحريك الأسنان تكون أقل بكثير من القوة المستخدمة للذين يأتون ومن أعمار أقل. حول ضرر التقويم مرة أخرى، هناك كثير ممن قام بعمل تقويم الأسنان، وحصل على نتائج مرضية جدًا لكن بسبب عدم ارتدائه للمثبت المستخدم بعد تقويم الأسنان والذي يحتاج على الأقل سنة لتثبيت الأسنان في موقعها الجديد، حصل لديه ما يعرف بال (Relapse) وتعني عودة الأسنان إلى مكانها السابق قبل العلاج بشكل كامل أو جزئي، هنا نقول لمن حصل لديهم هذه المشكلة بأنه لا مانع من عمل التقويم مرة أخرى شريطة عدم وجود أي مشكلات جراء العلاج التقويمي الأول من تسوس أو تآكل لجذور الأسنان أو مشكلات باللثة كانحسار أو التهابات، فعلاج تقويم الأسنان علاج آمن إذا عمل بالطريقة الصحيحة وبالأيدي المختصة، مع العلم بأن فترة العلاج والتكلفة المتوقعة لعلاج التقويم مرة أخرى سيكون ذا تكلفه أقل وفترة زمنية قصيرة، لأن أغلب الأهداف العلاجية المرجوة من تقويم تم تحقيقها خلال فترة العلاج الأولى. فيما يخص العناية والاهتمام، فيجب على المريض الاهتمام بالجهاز التقويمي عن طريق تنظيف الأسنان بعد أي وجبة مهما كانت بسيطة بفرشاة الأسنان المخصصة للمعالجات التقويمية واستخدام خيط تنظيف الأسنان، والحرص على اتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالامتناع عن الأطعمة الصلبة والغروية، وتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة وذلك للمحافظة على الجهاز التقويمي من الكسر أو التشوه، وتجنب تناول النشويات لأنها تلتصق بالتقويم ويصعب إزالتها بالفرشاة، مما يسبب تسوس الأسنان، كما يجب الحرص على مضمضة الأسنان بالغسول عدة مرات باليوم، وأيضاً عدم التوتر من فقدان القليل من الوزن لأن ذلك نتيجة طبيعية لعملية تنظيم الطعام التي يجب أن يقوم بها مريض التقويم للحفاظ على جهازه.