لقد أصبح جهاز تقويم الأسنان الثابت في مجتمعاتنا العربية مألوفا جدا وشائعا بين الناس بعد أن كان الكثير في الماضي يشعر بالحرج الشديد إذا اضطر لتركيبه على أسنانه للمعالجة، فمن المفرح جدا انتشار الوعي بين الناس وزوال الحرج من استخدامه بعد أن أعرض الكثير من الناس عن تلقي المعالجة بسبب الحرج الشديد منه خاصة بين فئة الذكور، ولكن الظاهرة الغريبة والمحزنة والتي بدأت تنتشر وبدأنا نلاحظها هي انقلاب المفاهيم رأسا على عقب حيث بدأ الكثير من الناس وخاصة من فئة المراهقين الإقدام على تركيبه فقط من أجل الزينة والتباهي به أمام الناس. لذا أوجه عبر هذا المقال نداء إلى الأبناء وأولياء أمورهم ألا يقدموا على تركيب جهاز التقويم إلا في حال وجود سبب طبي لذلك وليس للزينة والتباهي به أمام الناس لأنه في حال عدم وجود سبب طبي لاستخدامه يكون مؤذياً للأسنان واللثة. أما مريض التقويم الحقيقي.. فهو الذي بحاجة فعلية إلى استخدام هذا النوع من الأجهزة ولنتحدث عما يتوجب عليه فعله من واجبات للمحافظة على أسنانه من التسوس وعلى لثته من الالتهاب خلال فترة المعالجة التقويمية حتى يحصل على أفضل النتائج من المعالج. أولا: يجب أن نعرف بأن المعالجة التقويمية هي من أكثر المعالجات التي تحتاج تعاوناً من قبل المريض فهي من المعالجات الطبية التي تستغرق زمناً طويلاً، لذلك من أهم الأشياء التزام المريض بمواعيده مع الطبيب بشكل دقيق لأن التغيب عن المواعيد قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من تحرك للأسنان بما لا يتوافق مع الخطة الموضوعة من قبل الطبيب. ثانيا: الالتزام بتفريش الأسنان بشكل دقيق بعد أي طعام يتناوله المريض وبشكل مباشر، فمن المعروف أن الإنسان العادي الذي لا يخضع للمعالجة التقويمية يتوجب عليه تفريش أسنانه ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى أنه بعد تناوله لوجبة الطعام يقوم اللسان بمساعدة اللعاب بإزالة جزء كبير من بقايا الطعام عن الأسنان وهو ما يعرف بالتنظيف الغريزي للأسنان، أما مريض التقويم و وبسبب وجود الجهاز الثابت على أسنانه فإن اللسان واللعاب لا يستطيعان تأدية نفس الوظيفة، مما تعلق معه كميات كبيرة من بقايا الطعام على الأسنان والتي لا بد من تنظيفها بالفرشاة الخاصة وبالطريقة الموصوفة من قبل الطبيب، لذا على المريض القيام بهذه العملية مباشرة بعد أي طعام يتناوله وبغض النظر عن عدد الوجبات التي يتناولها في اليوم، وأشدد على عبارة (بعد الطعام مباشرة) لأن الأذى الذي يلحق بالأسنان من جراء بقايا الطعام يكون أشده خلال النصف ساعة الأولى بعد تناول الطعام، والإهمال في هذا الأمر يؤدي إلى إصابات شديدة على سطوح الأسنان الخارجية حول جهاز التقويم، أي أن الإصابة مرئية للعيان بشكل واضح بعد نزع الجهاز التقويمي من الفم. ثالثا: من الضروري المحافظة على الجهاز التقويمي مما قد يؤدي إلى كسره أو التوائه لأن ذلك يعيق تقدم العلاج وربما يؤدي الالتواء إلى تحرك الأسنان بالاتجاه غير المرغوب، وفي حال حصول أي كسر أو مشكلة في الجهاز على المريض الإسراع بالاتصال بطبيبه وعدم انتظار الموعد. وحدة الأسنان