فيما أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان؛ شددت الخرطوم على رغبتها في التطبيع الكامل مع الولاياتالمتحدة. وأكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيانٍ أمس، تصميم الخرطوم على مواصلة الحوار مع واشنطن حتى يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و»تجاوز كافة العقبات أمام طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين». وعدَّت الوزارة الخطوة التي أعلنها أوباما، في وقتٍ سابقٍ الجمعة، تطوراً إيجابياً مهماً في مسيرة العلاقات بين البلدين و»نتاجاً طبيعياً لجهود مشتركة وحوار طويل»، مشيرةً إلى «ثمرة تعاون وثيق بين البلدين في قضايا دولية وإقليمية محل اهتمام مشترك». وربطت إدارة أوباما بين قرارها وتطورات «إيجابية» من جانب الخرطوم حدثت خلال الأشهر ال 6 الأخيرة. وفي رسالة إلى الكونجرس نشرها البيت الأبيض؛ لفت أوباما خصوصاً إلى «تراجع ملحوظ في الأنشطة العسكرية تُوِّجَت بتعهد بالإبقاء على وقف القتال في بعض مناطق النزاع»، متحدثاً عن «جهود لتحسين عمل المنظمات الإنسانية في السودان» و»تعاون الخرطوم مع واشنطن في التعامل مع النزاعات الإقليمية والتهديد الإرهابي». وأبانت الإدارة الأمريكية أن قرار أوباما سيدخل حيز التنفيذ في غضون 6 أشهر، وهي مهلة تهدف إلى «تشجيع حكومة السودان على متابعة جهودها». لكن القرار لا يسحب السودان من اللائحة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب. ويخضع السودان منذ عام 1997 لحظر تجاري أمريكي؛ إذ تتهمه واشنطن ب «دعم مجموعات متطرفة مسلحة»، وهو ما ينفيه. وكان القائد السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن اتخذ من الخرطوم مقراً بين عامي 1992 و1996. كذلك؛ تتهم واشنطن النظام السوداني ب «ارتكاب تجاوزاتٍ في نزاعه» مع الأقليات المتمردة خصوصاً في منطقة دارفور. لكن العلاقات تحسنت في السنوات الأخيرة؛ حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مرتين نظيره السوداني، في حين زار المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان، دونالد بوث، الخرطوم مراراً. ووفقاً لبيان «الخارجية» السودانية؛ ألغت أمريكا الأمرين التنفيذيين رقم (13067) الصادر بتاريخ 5 نوفمبر 1997 ورقم 13412 الصادر بتاريخ 17 أكتوبر 2006، اللذين بموجبهما فُرِضَت عقوبات اقتصادية على السودان.