إن المكون الأساس في الكفاية القرائية لدى الطالب هو تمكنه من القدرة المعرفية «الفهم»، إذ أن فهم المقروء قائم على إيجاد العلاقة بين العنصر اللغوي والمعنى المراد، فمن خلاله يتم استيعاب النص عبر البناء الذهني المتكامل. وهنا يأتي دور المنهج الذي يمد الطالب بالقواعد، والأنشطة التطبيقية، والسؤال هنا: هل بهذا يتحقق المراد!؟ في الحقيقة مازال الطالب غير متمكن على أرض التجربة الشخصية من قراءة كتاب ما قراءة إبداعية ناقدة متبصرة متأملة تفتق ذهنه وتمنحه الوعي. وهنا نهيب بالدور الفاعل الذي قامت به منيرة الهلال، إذ أحالت بمبادرتها نظريات المنهج في ذهن الطالبة إلى واقع حي عن طريق تنفيذ ثلاث تجارب عبر ثلاث سنوات متتالية، إحداها: * تجربة اعتماد المطالعة الإضافية لتطبيق ما تم دراسته من قواعد عن الكفاية القرائية على كتاب «إمامة الصديق»، وقد ذكرت أنها اختارت هذا الكتاب تحديداً لسببين: (قوة الفكرة وجدّتها وطرافتها، أداء الفكرة بأسلوب أدبي، يخدم الموضوع). وعقّبت قائلة: بهذا المشروع نكون سمونا بالطالبة إلى أعلى درجات الاستفادة -بإذن الله- من خلال: * ممارسة القراءة العميقة. * الاختيار الجيد للمادة المقروءة. * الرقي بمستوى الطالبة الفكري. * تعويدها على المناقشة والحوار بعد القراءة. * ربطها بتاريخها الشامخ من خلال قالب أدبي بديع. * إيجاد عالمها المعرفي الجديد بحرية بما هو مفيد من خلال تحميل المواد في أجهزتها الخاصة وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي في هذا المجال. * التعرف على مواقع الضعف والقصور وإيجاد حلول لها. وهنا يبرز سمو الهدف والغاية المنشودة والحد الأعلى، وهي القراءة الإبداعية الناقدة التي تمكِّن الطلاب من استيعاب لغتهم العربية العميقة التي تنضح بالتذوق، والفهم، والفكر، والتحليل بمنتهى الحرية دون أدنى وصاية فكرية عليهم، فيطرحون رأيهم بإبداع ويتخلصون من ركاكة اللفظ وتفكك الفكرة أو المغالاة والبهرجة.