صعّد الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، غاراته الجوية على مدن وبلدات ريف إدلب أمس، وبحسب شبكة شام الإخبارية وناشطين، شن الطيران أكثر من 30 غارة بالصواريخ بينها مزودة بمظلات شديدة الانفجار على مدينة جسر الشغور وبلدات محمبل وعين السودة ومشمشان وعدوان والظاهرية ومرعند في الريف الغربي، كما استهدف أطراف مدينة كفرتخاريم وحزانو ومعرة مصرين في الريف الشمالي، ومعرة حرمة وأطراف خان شيخون وحاس وكفرسجنة وترعى وحيش والبارة في الريف الجنوبي، حيث أوقعت الغارات مجزرة مروعة في بلدة حاس راح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى أغلبهم من الأطفال جراء استهداف المدارس في البلدة حيث تناثرت جثثهم في الطرقات وفوق كتبهم وحقائبهم المدرسية، كما سقط أيضا 3 شهداء «نازحين من سهل الغاب» في بلدة البارة جراء الغارات. وقال الائتلاف الوطني أن طائرات نظام الأسد وروسيا شنت هجوماً بصواريخ شديدة الانفجار ومحمولة بمظلات، استهدفت مجمعاً للمدارس والسوق الشعبي في بلدة حاس بريف إدلب، ما أسفر عن سقوط 26 شهيداً على الأقل، معظمهم طلاب ومدرسون، بالإضافة إلى أعداد من الجرحى. واعتبر الائتلاف أن محاولات النظام وروسيا المستمرة لاستهداف المراكز الخدمية بشكل ممنهج ومتعمد ومقصود يؤكد أن هناك محاولات لإحداث أكبر قدر من القتل، وذلك بهدف إضعاف الثوار وإجبارهم على القبول بتسويات خارج إطار العملية السياسية. ودان الائتلاف الجريمة البشعة بأشد العبارات، معتبراً أن إصرار الأممالمتحدة على تبني دور لا مسؤول من هذه الجرائم يساهم بشكل مباشر في استمرار القتل والعنف في سوريا. واعتبرت منظمة حقوقية أن نظام الأسد وروسيا يواصلان استراتيجية مفضوحة بتعمدهما قصف المشافي والأسواق والمدارس في المناطق المحررة، من أجل إجبار الأهالي على القبول بتسوية تنتهي إلى نقلهم إلى مدينة إدلب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير جديد لها أمس، إن «العصر الحديث لم يعهد استهدافاً للمراكز والكوادر الطبية على النحو الذي يرتكبه النظام وروسيا في سوريا»، ووثقت خروج مشفى الإيمان وهو المشفى الوحيد في بلدة سرجة التابعة لمحافظة إدلب عن العمل، بعد استهدافها من قبل طيران يُعتقد أنه تابع لسلاح الجو الروسي، إضافة إلى إصابة 5 من الكوادر الطبية. وبيّنت أن المشفى يُقدِّم خدماته في تخصصات الجراحة الداخلية والجراحة العامة والعظمية لما لايقل عن 80 ألف شخص موجودين في بلدات جبل الزاوية. وأكد مدير المشفى مع عدد من الأهالي والناشطين الإعلاميين ممن شهدوا حادثة القصف على عدم وجود مقرات عسكرية بالقرب من تلك المشافي سواء قبل أو أثناء الهجوم، حسب ما نقلت الشبكة. وأضافت الشبكة أن المجتمع الدولي مازال متفرجاً على ما يحصل من تغيير ديمغرافي في سوريا، مكتفياً بعبارات التنديد والتهديد، التي يقرأها النظام وإيران على أنها ضوء أخضر للاستمرار في الجرائم. وقال فضل عبدالغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنه «لم يَعُد هناك شكٌّ أن القوات الروسية تترصد وتبحث عبر عملائها عن مواقع المشافي بهدف قصفها. إن روسيا تعلم تماماً أنها لن تُحاسب يوماً ما على أي جريمة ارتكبتها في سوريا، ولهذا فهي ترتكب مزيدا وسوف تستمر في ذلك، بل وتحمي النظام الحالي من المحاسبة، وتُشجِّعه على ارتكاب الجرائم»