اهتم الإسلام بالانفعال ووجَّه إلى ضبطه والتغلب عليه، وجعل ذلك من صفات المؤمنين، ومؤشراً للقوة والتماسك، قال تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس»، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، وقد جاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال أوصني يا رسول الله، فقال له: «لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب» ولعل أهم شيء أن نتعلم كيف نسيطر على الغضب قبل أن يسيطر علينا، وأول خطوة هي إدراك ما للغضب من آثار سلبية مدمرة، وفوق كل شيء تذكر عظمة الله -سبحانه وتعالى- وقدرته عليك، ومعرفة المثيرات والمواقف التي تستثير الغضب، وإدراك التغيرات الداخلية التي تشير إلى أن الغضب سوف يحدث، واجعلها منطلقاً للتحكم في الغضب. تجنب مثيرات الغضب، واتخذ الإجراءات المناسبة للسيطرة على غضبك عندما تشعر بالتغيرات الداخلية، وعلامات بداية الغضب، ومن تلك الإجراءات: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن ذلك ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إني أعلم كلمة لو قالها لزال عنه الغضب». الحركة وتغيير وضع الجسم، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم -» إن الغضب جمرة توقد في القلب، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه، فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فإن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فلينم» . الوضوء، واستخدام الماء، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» . ركز على السلوك الذي يزعجك وليس على الأشخاص، فالنقد، والتجريح، والسخرية، والاستهزاء، والاعتداء، لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً، وتجعل الشخص الآخر في موقف الدفاع.