س : أنا عصبية للغاية وهذا أثر كثيراً على علاقتي بزميلاتي ومديرتي في العمل وكثيراً ما تصدر عني بعض الألفاظ أو التصرفات غير اللائقة بسبب الغضب.. كيف أهذب سلوكي وأتخلص من الغضب؟ هند - الرياض ج: أختي الكريمة سؤالك عن العصبية وكونك تعانين منها.. وكونها تؤثر على علاقتك بالآخرين. أفيدك أن الخالق سبحانه وتعالى زود الإنسان بمجموعة من الانفعالات التي تساعده في حياته.. وتؤدي له وظائف مختلفة، والغضب من الانفعالات الرئيسة التي تساعد الإنسان على الحفاظ على كيانه النفسي.. ولكن إذا خرج هذا الانفعال عن سياسة العقل وسيطرته وأصبح نمطاً يتكرر، وميلاً إلى الصراخ في الناس، واستخدام كلمات العنف، وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة دون غضب.. أدى إلى نتائج سلبية ومؤثرة على حياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية والمهنية والأسرية، وعلى صحته النفسية والجسمية.. وقد أوضحت بعض الدراسات ارتباط الغضب بالحالة الصحية للفرد وما يعانيه من أمراض وبخاصة أمراض القلب والجهاز الدوري فالغضب إما أن يساعدنا أو يؤذينا ويؤذي الآخرين. العصبية.. أختي الكريمة.. حالة نفسية ربما تلازم الإنسان طوال حياته، والسبب هو ربما تغضبين ليحترم رأيك ويكون لك وجود وإظهار شخصيتك و قوتها والإنسان العصبي دائما مستنفر وردود فعله عصبية حتى في أحسن أوضاعه وأفضل حالاته فهو لا يحتاج إلى من يثيره بل هو كذلك.. والعصبية إلى جانب خطورتها الصحية فهي تجعل الإنسان غير مرغوب فيه اجتماعيًا..ونحن نغضب لأننا شعرنا بخيبة الأمل ولم نحقق ما نريد وقد اهتم الإسلام بهذا الانفعال ووجه إلى ضبطه والتغلب عليه.. وجعل ذلك من صفات المؤمنين.. ومؤشرًا للقوة والتماسك قال تعالى «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس». والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» وهذه بعض الاقتراحات التي تساعدك على التخلص من العصبية لتختاري منها ما يناسبك ويحقق معك نتيجة بإذن الله: - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، عندما تشعرين بالغضب. - تغيير وضع الجسم.. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب جمرة توقد في القلب.. ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه.. فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فإن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فلينم»، ومعنى ذلك أن تغيري وضعك الجسدي إما جلوساً أو وقوفاً أو تمشي. - الوضوء واستخدام الماء.. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب من الشيطان.. وإن الشيطان خلق من النار.. وإنما تطفأ النار بالماء.. فإذا غضب أحدكم فليتوضأ». - تحملي بصبر أخطاء الآخرين .. وتذكري كم أخطأت أنت معهم وتسامحوا معك، فاصبري واحلمي عليهم وتأكدي أنه ليس كل تصرفات الآخرين تجاهك مقصودا منها الإساءة لشخصك. - خذي وقتك بالتفكير فيما يحدث أمامك و لا تتسرعي في الحكم. - ابدئي بنفسك وخافي عليها من كل سوء وأذى وتصرفاتك الحالية وسامحيها عن كل شيء حدث في الماضي. عندما يحدث موقف أمامك ولا يعجبك اسألي نفسك هل هناك تفسير آخر لما يحدث أمامي. هذه اللحظات كفيلة بأن تجعلك تفكرين قبل أن تندمي على رد فعلك. موفقة إن شاء الله. * مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات. [email protected]