قال مسؤول في المعارضة إن طائرات روسية استأنفت القصف العنيف للمناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب أمس بعد هدوء نسبي استمر عدة أيام. وقال زكريا ملاحفجي من جماعة (فاستقم) في حلب إن الغارات الجوية استهدفت في أغلبها حي بستان القصر. وأضاف أن القصف استؤنف بشكل عنيف. وقُتل أكثر من 20 مدنياً، وجُرح العشرات أمس، بقصف جوي عنيف استهدف عدة أحياء في مدينة حلب، وسط استمرار القصف على أحياء المدينة. وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف بصواريخ شديدة الانفجار حي بستان القصر، استهدف منازل المدنيين بشكل مباشر، نتج عنه 14 شهيداً في حي الفردوس بينهم أطفال، و8 شهداء في حي بستان القصر، وشهيدان في حي القاطرجي، وعشرات الجرحى في باقي المناطق المستهدفة. وتعمل فرق الدفاع المدني والإنقاذ في مواقع القصف، ونقل الجرحى للمشافي الطبية، ورفع أنقاض المباني المدمرة للبحث عن ضحايا أو ناجين، وسط استمرار القصف وتخوف من تكراره على ذات المواقف لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وتشهد جبهات بستان الباشا والشيخ سعيد في مدينة حلب محاولات مستمرة لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها، للتوسع والتقدم في المنطقة؛ حيث تمكن الثوار من صد الهجمات وإيقاع عديد من القتلى في صفوفهم، واستعادة النقاط التي تقدموا إليها. من جهته دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، الحكومة الفرنسية لمتابعة جهودها للدفاع عن الشعب السوري في المحافل الدولية، مؤكداً على ضرورة البحث عن آليات أخرى قادرة على وقف العنف خارج مجلس الأمن الدولي بعد قيام روسيا بتعطيل القرارات داخله. وشدّد حجاب في اتصال مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت على أن روسيا متمسكة بموقفها وتشارك نظام الأسد الجريمة في قتل الشعب السوري، لافتاً الانتباه إلى ضرورة محاسبة من يرتكب الانتهاكات من النظام وحلفائه بحق الشعب السوري وعدم الإفلات من العقاب. وكان مندوب روسيا في مجلس الأمن استخدم حق النقض «الفيتو» مساء السبت الماضي ضد مشروع القرار الفرنسي الإسباني على الرغم من تأييد تسعة دول للقرار من أصل 15، وكان القرار من شأنه منع مواصلة المقاتلات الحربية قصف حلب، وإلزام فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. وعبّر حجاب عن شكره لوزير الخارجية الفرنسي على موقف بلاده في الحدّ من المعاناة الإنسانية في سوريا وخاصة في مدينة حلب، وإنهاء الحصار عن المدن والبلدات وإدخال المساعدات الإنسانية، وإيجاد حل عادل للقضية السورية. وقالت الهيئة العليا في بيان لها إن «العار الذي لحق بروسيا بعد رفع مندوبها منفرداً «الفيتو» ضد مشروع القرار الفرنسي لن ينساه السوريون ولن يمحوه تقادم الزمن، كما أنها سابقة في تاريخ مجلس الأمن أن تقوم الدولة الرئيسة بتعطيل مشروع قرار يحفظ دماء الأبرياء».