دارت اشتباكات عنيفة جداً بين الثوار وقوات الأسد على جبهات عدة في الغوطة الشرقية عقب تمكُّن قوات الأسد من السيطرة على مناطق واسعة من بلدة حوش الفارة، وقالت «شبكة شام الإخباية» إن الثوار يحاولون صد تقدم عناصر الأسد وتمكنوا من قتل وجرح عدد منهم، كما تجددت الاشتباكات على جبهة بلدة البحارية، وسط غارات جوية وقصف مدفعي عنيف، أدى لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين خصوصاً في بلدة بيت سحم. وفي حلب واصلت الطائرات الروسية قصفها لأحياء حلب المحاصرة والبلدات الواقعة شمال حلب، وتعرضت مدن عندان وحريتان وبلدات كفر حمرة وياقد العدس ومعارة الأرتيق وحيان لغارات جوية مكثفة بعشرات الصواريخ الفراغية والعنقودية والفسفورية، وتعرضت مدن وبلدات بالريف الشمالي لقصف مدفعي وصاروخي، كما أغارت الطائرات على أحياء مدينة حلب في الهلك وعين التل ودوار الجندول، وتعرضت أحياء بستان القصر والهلك لقصف صاروخي من قِبل القوات الكردية، كما شنت الطائرات غاراتها أيضاً على غرب حلب في مدن الأتارب ودارة عزة وبلدات قبتان الجبل وأبين وخان العسل وكفر ناها، ما أدى لسقوط جرحى. وإلى الريف الجنوبي حيث شن الطيران الحربي غاراته على بلدات خان طومان والعيس وبرنة ومنطقة وايكاردا والكسيبية وكماري وبرقوم وخلصة، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً، وأدت الغارات إلى سقوط 7 شهداء في بلدة أبين و7 شهداء في كفر ناها وشهيد في كفر حمرة. أما على صعيد الاشتباكات فقد أحبط الثوار محاولة تقدم لقوات الأسد على جبهة كرم الطراب في مدينة حلب وكبدوهم خسائر في العتاد والأرواح، وتمكنوا من تدمير تركس عسكري مجنزر لقوات الأسد على جبهة الشيخ سعيد بعد استهدافه بصاروخ مضاد للدروع، في حين تواصلت المعارك على جبهات الملاح والكاستيلو والليرمون في محاولة مستمرة من قِبل قوات الأسد للتقدم في المنطقة لزيادة الحصار على المدنيين في حلب. من جهة أخرى، أوضحت عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نورا الأمير، أن ما أعلنت عنه روسيا من فتح ممرات إنسانية في حلب هو «مخالف لقرار مجلس الأمن 2254 بخصوص الحل السياسي في سوريا». ولفتت الأمير في تصريح خاص أمس، إلى أن نوايا نظام الأسد وروسيا كانت واضحة منذ البداية بإحكام الحصار على مدينة حلب وتهجير أهلها منها بشكل قسري، مشيرة إلى أن هذه متابعة لاستراتيجية النظام في الحصار ومن ثم التهجير القسري كما حصل في حمص القديمة. وحذرت الأمير من خديعة سياسية جديدة تحاول أن تقوم بها روسيا لتثبيت حكم نظام الأسد ومنع انهياره، مضيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية بسبب مواقفها الرخوة تجاه النهج العسكري الروسي بحق الشعب السوري، وعمليات التهجير القسري المستمرة منذ عام 2012. ولفت نائب رئيس المجلس المحلي، زكريا أمينو، إلى أن قوات الأسد استهدفت إحدى العائلات التي حاولت الخروج عبر أحد المعابر في حلب، محذراً من «كارثة إنسانية» نتيجة انقطاع المواد الغذائية والمحروقات عن أحياء حلب المحررة. وطالب «أمينو» المنظمات الإنسانية ب»إغاثة مدينة حلب»، و»أصدقاء الشعب السوري بالضغط على النظام وحلفائه لفك الحصار عنها ووقف القصف والقتل الممنهج، كقصف المشافي والمستوصفات»، منوهاً إلى خروج «أكثر من 80%» من المنشآت الطبية عن الخدمة.