واصلت طائرات روسيا والأسد غاراتها المكثفة على مدينة حلب وريفها أمس مستخدمة كل أنواع الأسلحة الارتجاجية والفسفورية والعنقودية والفراغية والبراميل المتفجرة، بحسب ما أكد ناشطون وشبكة شام الإخبارية. وقالت الشبكة إن الغارات التي طالت جميع أحياء حلب المحررة والمحاصرة أدت إلى سقوط أكثر من 92 شهيداً ومئات الجرحى. وأشارت الشبكة إلى إصابة ثلاثة عناصر من الدفاع المدني حالة أحدهم خطرة أثناء محاولتهم إخماد حريق في حي بستان القصر، كما تهدَّم عديد من المباني بطوابقها فوق رؤوس ساكنيها بفعل القنابل الارتجاجية، حيث تحاول فرق الإنقاذ انتشال الضحايا من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفيات الميدانية التي بدورها تعاني من نقص كبير في الأدوية ونقص كبير في وحدة الدم. وقال مركز حلب الإعلامي إن المستشفيات في حلب تغص بضحايا القصف الجوي، وأنه في حي بستان القصر خلّف القصف ثلاثة عشر شهيداً ونحو 75 جريحاً. وحول المعارك على الأرض أوضحت الشبكة أن قوات الأسد تمكنت من السيطرة على كامل مخيم حندرات شمال حلب بعد معارك عنيفة جدّاً مع الثوار في المخيم، أدت لانسحاب الثوار جراء الغارات الجوية المكثفة والعنيفة. وفي وقت لاحق من يوم أمس قال مركز حلب الإعلامي إن الثوار استطاعوا استعادة مساحات كبيرة من مخيم حندرات، وأوضح المركز أن غرفة عمليات فتح حلب أعلنت استعادة السيطرة على مخيم حندرات شمال مدينة حلب بعد معارك مع قوات النظام وميليشيا لواء القدس استمرت عدّة ساعات. واتهمت الهيئة العليا للمفاوضات أمس، روسيا بالقيام بإبادة جماعية في مدينة حلب، بحسب ما ذكرت صفحة المكتب الإعلامي المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وقال رياض حجاب، إن «ما يجري في حلب إبادة جماعية على يد روسيا»، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أن «يقول كلمة حق تجاه ما يجري في سوريا». وأضاف حجاب، أنه على «بان كي مون» أن يتحدث ويبين من الذي يقوم على تعطيل قرارات مجلس الأمن في سوريا. وكان مدير المكتب الإعلامي ل «مجلس محافظة حلب الحرة»، أفاد أمس، أن المجلس المحلي ومجموعة من المنظمات والناشطين في مدينة حلب وجهوا نداءات استغاثة للفت الأنظار إلى الجرائم التي يرتكبها «بوتين» و»الأسد» في المدينة. من جهتها، قالت «الهيئة العامة» للائتلاف الوطني السوري المعارض، أمس، خلال اجتماع طارئ لمناقشة العملية العسكرية على حلب، «إن العملية السياسية لم تعد تعنينا، بعد أن وصلنا لمرحلة اليأس منها»، وفق بيان صحفي بُث على الهواء مباشرة. وأضافت «الهيئة» أن روسيا ونظام الأسد «أغلقا الطريق» إلى الحل السياسي، والعالم عاجز عن فرض سياق طبيعي للحل في سوريا، مشيرة إلى أن «الهيئة العليا للمفاوضات» قدمت رؤيتها للحل السياسي في لندن ضمن الإطار التنفيذي. ودعت «الهيئة» الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحمل دورها الذي يتناسب مع قيادتها، «عن سفك الدماء والتهجير وكل ما يعانيه الشعب السوري». من جهته، دعا رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب خلال البيان، إلى توحيد الفصائل العسكرية في جيش وطني والتخلي عن العصبيات، كما نوهت الهيئة في نهاية بيانها أنها بصدد إنشاء خلية أزمة لمتابعة التطورات الإنسانية والعسكرية في حلب بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية.