تمكَّن الفريق الطبي الجراحي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان من إجراء جراحة إصلاح معقدة لطفل حديث الولادة يبلغ من العمر 3 أيام كان يعاني من عدة مشكلات خِلقية نادرة تُعرف بانقلاب المثانة الخلقي. هذا ما أوضحه الدكتور جهاد أبودية استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية لدى الأطفال، الحاصل على الزمالة البريطانية، ورئيس الفريق المعالج. الذي أضاف أنه فور ولادة الطفل واكتشاف العيوب الخلقية في العضو الذكري تم إخضاعه للفحوصات المخبرية والشعاعية التي أوضحت وجود المثانة في شكل مسطح ومفتوح بدلاً من أن تكون بشكل كروي، حيث شملت التشوهات المجرى البولي التناسلي الخارجي وجدار البطن أسفل السرة ووجود فتق إربي مزدوج وانفصال شديد في عظام الحوض. وأضاف الدكتور أبودية أن الفحوصات أشارت إلى خروج البول من الحالب بالجزء السفلي في البطن (Exstrophy Blader)، بالإضافة إلى انفصال عظام الحوض نهائياً في الجزء الأمامي، ووجود تشوُّه شديد في العضو الذكري، الأمر الذي يحتاج إلى التدخل الجراحي الفوري. وأفاد الدكتور أبودية بأن العملية الجراحية استغرقت 8 ساعات متواصلة، تم فيها عملية تقريب الحوض من الجزء الأمامي، وكذلك تكوين المثانة البولية وتجميع عضلات التحكم حول عنق المثانة ومجرى البول الخارجي، ومن ثم إجراء عملية معقدة لإصلاح التشوُّه الشديد في العضو التناسلي. وعن حالة الطفل بعد العملية، قال الدكتور أبودية إن الجراحة تمت بنجاح ولله الحمد، ونُقل بعدها للعناية المركزة للأطفال للاطمئنان على مؤشراته الحيوية. مفيداً بأن الطفل تماثل للشفاء وخرج من المستشفى وهو بصحة جيدة بعد 4 أسابيع من المتابعة. وفي الختام، قال الدكتور جهاد أبودية إن التشوهات الخلقية من هذا النوع تعد من الحالات النادرة جداً التي تصيب مولوداً من كل 20 إلى 40 ألف طفل حول العالم، وتزيد نسبتها عند المواليد الذكور أكثر من الإناث.