بحثتُ وما زلت أبحث في معنى الإسلام وتعاريفه، ليس من منطلق الشك في الإسلام بذاته وإنما لفهم معانيه اللغوية التي ذهب إليها أهله في تعريفاتهم الشائعة والخاصة التي شكلت الأفهام والسلوك الناتج عنها، ومن أشهر تلك التعاريف هو المنسوب إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- حيث قال إن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، ولابن تيمية -رحمه الله- قول في تعريف الإسلام ذهب فيه إلى أن لفظ الإسلام يحتمل الاستسلام والانقياد، ثم وجدت في معاجم اللغة أن معنى الإسلام هو الاستسلام والخضوع والذل، وعلى أي حالة فالاستسلام كما جرت به الألسن لا يعني التسليم والذل لا يعني العزة والخضوع لا يعني القوة، هكذا حدثتُ نفسي في بداية الأمر وكأنني أجد في التعريف علّة لا تتناسب مع مفهوم الإسلام الشامل الذي يؤدي إلى القوة والعزة والطمأنينة وقد تتعارض التعاريف الإنسانية المجردة لكلمة الإسلام نسبة إلى تراثها مع الغاية من الإسلام، وما زلت أحدث نفسي وأسألها إن كان الإسلام استسلاماً فلماذا سُمِّينا بالمسلمين لا بالمستسلمين؟، هنالك بدأت أتتبع الآيات والأحاديث التي جاء فيها لفظ الإسلام والمسلمين ومنها حديث الرجل الذي جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإسلام؟ قال: أن تسلّم قلبك لله، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أن تستسلم لله، لذا وجدت بأن التسليم هو الأقرب للصواب من الاستسلام، ولمن سيقول بأنه لا فرق بينهما وإن الخوض في مثل هذه المسائل من التكلّف أو التنطع أو التشكيك فيما قاله الأئمة من قبل، فسأقول «أقول لكم قال النبي صلى الله عليه وسلم وتقولون قال محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية؟».