قد يؤثِّر الاكتئابُ أو الشعور باضطراب المزاج في شهية المرء لتناول الطعام، وفي نظام حياته اليومي. يمكن أن تؤدِّي الإصابة بالاكتئاب إلى حدوث نقص في الشهية لدى بعض، ومن ثَمَّ نقص في الوزن؛ أو على العكس تؤدِّي إلى الإقبال أكثر على تناول الطعام، ومن ثَمَّ حدوث زيادة في الوزن. كما قد تؤثِّر مضادَّات الاكتئاب بشكل مماثل في الشهية لتناول الطعام. يجب على المريض استشارة طبيبه عندما يخشى من أن تؤدِّي إصابته بالاكتئاب إلى نقص أو زيادة وزنه، وحتى يعلم المزيد عن علاقة مضادَّات الاكتئاب مع الشهية لتناول الطعام. نصائح للحفاظ على نظام غذائي متوازن يعكف الكثير من الباحثين على دراسة العلاقة بين الطعام والاكتئاب، إلاَّ أنَّه لا تتوفَّر حتى الآن أدلَّةٌ كافية تشير إلى دور بعض الأطعمة في التخفيف من أعراض الاكتئاب. بالمقابل، لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال إغفال دور النظام الغذائي المتوازن في الحفاظ على الصحَّة العامة، حيث إنَّ الشيء الأكثر أهمية هو تناول الطعام بانتظام، وأن تحتوي الوجبات اليومية على العناصر الغذائية الأساسية الضرورية لبناء الجسم والحفاظ على صحَّته. يمكن للوجبات المحتوية على النشويات، مثل الرز والمعكرونة، مع وفرة من الفواكه والخضراوات وبعض الأطعمة الغنية بالبروتين، كاللحوم والأسماك والبقوليات ومنتجات الألبان (التي لا تحتوي على الكثير من الدهون أو الملح أو السكاكر)، أن تزوِّد الجسمَ بجميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها. هناك العديد من الإجراءات البسيطة التي يمكن من خلالها للمرء أن يحسِّنَ من أسلوب حياته الغذائي. ولكن لابدَّ للمريض الذي يعاني من اكتئاب شديد، ويفتقد أيَّة رغبة في تسوُّق الأطعمة أو تحضيرها، من مراجعة طبيبه ومناقشة وسائل المعالجة والدعم الممكنة. 1 – تناول وجبات منتظمة، حيث يجب تناول ثلاث وجبات طعام يوميا بما في ذلك وجبة الفطور، لمنح الشخص الطاقة الضرورية للقيام بالأنشطة اليومية. يمكن أن نبدأ يومنا بوعاء من حبوب القمح الكاملة، مع بعض شرائح الموز وكأس من عصير الفواكه. ولدى الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسة، يمكن تناولُ وجبات صحِّية خفيفة، مثل قطعة من الفواكه. 2 – الإكثار من تناول حبوب القمح الكاملة، والفواكه، والخضراوات، والفول والعدس والبندق. تعدُّ تلك الأطعمة غنيةً بالفيتامينات والمعادن. 3 – تضمين بعض البروتينات في كلِّ وجبة. يعدُّ البروتين ضرورياً للنمو وترميم الجسم. نجد البروتينات في اللحوم والسمك والبيض والحليب والجبن والعدس والفول. 4 – تجنُّب العطش، نحتاج إلى تناول 1.2 لتر من السوائل يومياً، وذلك لتعويض ما نفقده منها وتجنُّب الإصابة بالتجفاف. يمكن لحالة تجفاف بسيطة أن تسبِّب تعكُّرَ المزاج. تتضمَّن بعض أعراض التجفاف نقصَ الطاقة والشعور بخفَّة الرأس. عندَ اتِّخاذ القرار بتعديل وتحسين النظام الغذائي، يجب وضعُ أهداف منطقية وقابلة للتحقيق. كما يُحذَّر من اتِّباع الأنظمة الغذائية الشديدة التي قد لا تكون متوازنة غذائياً. وبدلاً من ذلك، يمكن إدخالُ تعديلات بسيطة على النظام الغذائي الحالي للشخص. أمَّا في حالة الرغبة في إدخال تعديلات جذرية على النظام الغذائي، فمن الأفضل استشارة الطبيب بخصوص ذلك، الذي قد يقوم بدوره بإحالة الشخص إلى اختصاصي تغذية. تتوفَّر العديدُ من الخيارات العلاجية لحالات الاكتئاب، وللغذاء دور مهم في تحسينها.. دمتم بصحة وعافية.