بحث وزيرا الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، والأمريكي، جون كيري، مسألة تسليم فتح الله غولن إلى أنقرة التي تتهمه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأفادت مصادر في وزارة الخارجية التركية بأن تشاووش أوغلو تحدث أمس مع كيري وبحثا تسليم غولن المقيم منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي في بنسلفانيا في الولاياتالمتحدة. ولفتت المصادر إلى بحث الوزيرين أيضاً أحدث التطورات في سوريا ومنها الأوضاع في منبج وحلب. وتتهم أنقرة غولن بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في ال 15 من يوليو الماضي رافضةً نفيه ذلك ومطالِبةً الولاياتالمتحدة تسليمه. وطلبت النيابة التركية أمس إصدار حكمين بالسجن مدى الحياة بحق غولن، فيما امتدت الحملة الحكومية ضد جماعته إلى عشرات الشركات في أسطنبول. ونسب قرار النيابة الاتهامين إلى غولن محاولة «تدمير النظام الدستوري بالقوة» و»تشكيل وقيادة مجموعة إرهابية مسلحة»، بحسب ما ذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء. وطلب القرار إنزال حكم بالسجن ل 1900 عام على المتهم الذي تقول أنقرة إنه شكَّل شبكةً و»دولةً موازيةً» عبر نشر موالين له في جهات حكومية عسكرية ومدنية. واتهم المدّعون هذه الشبكة باختراق مؤسسات الدولة وأجهزة الاستخبارات، قائلين إنها استندت إلى مجموعةٍ من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات ووسائل الإعلام للسيطرة على مؤسسات الدولة. كما اتُهِمَت الشبكة، التي تُعرَف باسم «خدمة»، بجمع أموال قدمها رجال أعمال على شكل «هبات» ونقلِها إلى الولاياتالمتحدة. وكان مدَّعو منطقة أوشاك، التابعة لمحافظة إيجه (غرب تركيا)، فتحوا تحقيقاً في سبتمبر 2015 حول «خدمة» وسبل تمويلها. ومنذ ذلك الحين؛ يواجه 111 متهماً في هذه القضية عقوبة السجن لفترات تتراوح بين سنتين ومدى الحياة، فيما لا يزال 13 مشتبهاً بهم قيد التوقيف الاحتياطي. في سياقٍ متصل؛ شدد رئيس الوزراء، بن علي يلديريم، أمام النواب البرلمانيين على ضرورة إجراء «محاكمة عادلة وحيادية» لغولن. وأخبرهم في كلمةٍ في البرلمان أمس «غولن سيعود إلى تركيا وسيُحاسب» و»إن شخصاً لا يموت سوى مرة واحدة حين يُعدَم، ثمة طرق عيش أقرب إلى الموت لهؤلاء الأشخاص».