دعت الأممالمتحدة إلى هدنة إنسانية في مدينة حلب السورية مبدية خشيتها على مصير المدنيين المعرَّضين للحصار في وقت يستعد كل من الجيش والفصائل المقاتلة لحسم المعركة لصالحه. ودارت اشتباكات عنيفة أمس، عند أطراف مدينة حلب الجنوبية الغربية، ويأتي ذلك بعد أيام قليلة على نجاح الأخيرة في فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية وتضييق الخناق على الأحياء الغربية. وأثارت التطورات الأخيرة في حلب الخشية على حوالي 1.5 مليون شخص في المدينة. وأكدت الأممالمتحدة في بيان أنها «مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة». وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي «في الحد الأدنى بوقف تام لإطلاق النار أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى الملايين من الناس الذين هم بأمس الحاجة في كل أرجاء حلب وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى الخطر» وتواصلت محاولات قوات الأسد وميليشيات إيران أمس، في التقدم باتجاه تلة المحروقات، بالريف الجنوبي لمدينة حلب، مستعينة بالقصف الجوي والصاروخي العنيف، حسبما أكدت شبكة شام الإخبارية. وقال ناشطون إن الثوار صدوا أمس، محاولة ثالثة لقوات الأسد وميليشيات إيران بعد محاولتهم فجراً التقدم باتجاه تلة المحروقات، سبقها تمهيد مدفعي وجوي عنيف، حيث تمكن الثوار من صد محاولات التقدم وإيقاع عديد من القتلى والجرحى في صفوف القوات المتقدمة. تمكَّن الثوار من إيقاع عدد من عناصر قوات الأسد بكمين محكم على جبهة سوق الجبس بمدينة حلب، قتل على إثرها عديد منهم، في حين استهدف الثوار معمل الإسمنت بحي الراموسة، أسفر عن اشتعال خزانات الوقود فيه وإيقاع خسائر عديدة في صفوف القوات المتحصنة فيه. وتشهد جبهات مدينة حلب حالة من الهدوء والترقب لبدء المرحلة الرابعة من معركة حلب الكبرى، والتي تهدف لتحرير مدينة حلب بالكامل، حيث تقوم فصائل الثوار بإتمام التجهيزات والخطط اللازمة لبدء هجوم واسع النطاق يستهدف مناطق سيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في المدينة. وفي ريف دمشق دارت أمس معارك عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على عدة جبهات استمراراً لمعركة «ذات الرقاع» التي أعلن عنها جيش الإسلام الإثنين على جبهات مطار مرج السلطان العسكري بالغوطة الشرقية، وسط غارات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدفت بلدتي النشابية وحوش الصالحية والبحارية أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين، كما تعرّضت مدينة دوما لقصف مدفعي أوقع عشرات الجرحى بين المدنيين جراء استهداف سوق شعبي، وفي الريف الغربي جرت اشتباكات عنيفة جداً في مدينة داريا بين الثوار وقوات الأسد، حيث ألقت مروحيات الأسد أكثر من 40 برميلاً متفجراً على المدنيين في داريا، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً، كما شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مخيم خان الشيح أدت لسقوط جرحى بين المدنيين.