جرّ فتح ملف نقص عدد الحضانات في مستشفيات جدة إلى فتح عدة ملفات أخرى تعاني النقص والخلل، ففي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة المطالب لوزارة الصحة بتوفير عدد أكبر من حضانات الأطفال الخدج الذين لا يستطيعون تمضية الساعات الأولى من حياتهم دون المكوث في حضانة لها مواصفات خاصة من درجة الحرارة والأوكسجين، تواردت أسئلة أخرى عن من يتولى مهمة صيانة الحضانة والمكوث إلى جوارها 24 ساعة لرعاية المواليد. وفي الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد الحضانات في مستشفيات جدة الحكومية من 12-15 حضانة للأطفال الخدج في المستشفى الواحد، مثل مستشفى الملك عبدالعزيز، ومستشفى الولادة والأطفال، ومستشفى الولادة العزيزية، بينما يصل في بعضها كما في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز إلى ثلاثين حضانة؛ تقف الشؤون الصحية في جدة إزاء حرج كبير في مواجهة ذوي الأطفال المتوقع ولادتهم مبكراً أوغير مكتملي النمو، إضافة إلى مسؤوليتهم في رعاية المرضى من مواطنين ومقيمين بأفضل المعايير وبحسب الإمكانيات المتاحة. من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداوود أن نقص عدد الحضانات وضع اعتادت عليه مدينة جدة، مبينا أن الوزارة على أتم الاستعداد لتحمل نفقات الولادة والمكوث في الحضانات طوال فترة بقاء الأم في أي مستشفى خاص تتوفر فيه حضانات للأطفال الخدج، بينما قدر عدد المرضى الذين يأتون يومياً للشؤون الصحية لطلب تأمين حضانة أو سرير في العناية المركزة بالعشرات. من جهة أخرى، أضاف الاستشاري والأستاذ المساعد لجراحة القلب والصدر والأوعية الدموية في قسم الجراحة بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز حسين جبّاد أن المشكلة، لا تكمن في عدم توفر حضانة للأطفال، وقال «لو تم توفيرها وتوفير المباني التي تتسع لها فمن سيقوم بصيانتها، ومراقبة الأطفال طوال فترة بقائهم فيها» مؤكدا أن استقدام الكوادر البشرية ليس حلاً، كما أنه كلفة إضافية على الدولة، وأضاف «نقص الكوادر الوطنية المدربة والجادة يشكل تحدياً كبيراً أمام الوزارة، عدا ذلك فالميزانيات مرصودة والمباني تحت الإنشاء، ولكن من سيخدم البلد». وانتقد الدكتور جباد ضعف مخرجات التعليم في المعاهد والكليات الصحية والطبية، واتهم الخريجين بعدم الجدية والانضباط في خدمة المرضى والوطن، مرجئا أسباب ذلك لانعدام ثقافة المسؤولية الفردية في المنزل والمدرسة.