أدانت الأحزاب الأربعة الرئيسة في تركيا محاولة الانقلاب العسكري في بيان مشترك تُلي بالبرلمان أمس، فيما يمثل ابتعاداً عن المشهد المعتاد للانقسامات في السياسة. والأحزاب الأربعة تنتمي لأطياف سياسية مختلفة في البلاد من اليمين المتمثل في حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وأسسها لرئيس رجب طيب إردوغان وصولاً إلى حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمنتمي ليسار الوسط. وقالت الأحزاب إن موقفهم دفاعاً عن الديمقراطية في تركيا لا يقدَّر بثمن. وقرأ البيان رئيس البرلمان علناً خلال الجلسة. من جهته ندَّد زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني وهو حزب المعارضة الرئيس في تركيا أمس بمحاولة الانقلاب الفاشلة من جانب فصيل بالجيش وقال إن دحرها يدفع الأحزاب السياسية أكثر لإيجاد أرضية مشتركة لتعزيز الديمقراطية. وأدلى زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو بهذا التعليق في كلمة أمام البرلمان. وينظر عادة إلى حزب الشعب الجمهوري بأنه على علاقة قوية بالجيش التركي ذي النزعة العلمانية. وقام الجيش بثلاث محاولات للإطاحة بحكومات تركية بين عامي 1960و 1980 بهدف حماية النظام العلماني في تركيا الذي يصونه الدستور. من جهة أخرى أفادت وكالة أخابر الأناضول: اعتقال القائد العام للجيش الثاني التركي أحد أكبر القيادات العسكرية في البلاد. كما ذكرت مصادر أمنية أن الشرطة التركية اعتقلت أمس حوالي 100 عسكري في قاعدة جوية في ديار بكر بجنوب شرق تركيا بعد محاولة الانقلاب العسكري. ولعبت القاعدة الجوية في ديار بكر دوراً محورياً في العمليات الجوية التي استهدفت حزب العمل الكردستاني خلال العام الأخير. وقال شاهد إنه لم تقلع أي طائرات من القاعدة أو تهبط فيها. وذكرت المصادر أنه جرت اعتقالات أيضاً في قواعد عسكرية أخرى بأقاليم شانلي أورفا وهكاري وبينجول ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق البلاد.