أعفى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، 3 من كبار قادة الأمن من مناصبهم، في حين سقط أكثر من 30 قتيلاً في 3 هجماتٍ انتحارية تبنَّاها تنظيم «داعش» الإرهابي. وارتبطت قرارات الإعفاء بتفجير حي الكرادة الأحد الماضي الذي أودى بحياة نحو 300 شخص وأثار موجة غضب شعبي من ضعف خدمات الطوارئ والأجهزة الأمنية. وأعلن العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة في العراق، في بيانٍ له على موقع «فيسبوك» إصدار أمرٍ بإعفاء قائد عمليات بغداد، الفريق عبدالأمير الشمري، ومسؤولَي الأمن والاستخبارات في العاصمة من مناصبهم. يأتي ذلك بعد أيام من استقالة وزير الداخلية، محمد الغبان، الثلاثاء من منصبه وإلقائه مسؤولية الهجوم في الكرادة على «الافتقار إلى التواصل بين الأجهزة المتعددة المعنيَّة بأمن العاصمة». وخسر «داعش» أراضيَ في شمال وغرب العراق منذ العام الماضي أمام القوات الحكومية المسنودة من الولاياتالمتحدة وفصائل شيعية تدعمها إيران. لكن التنظيم الإرهابي لا يزال ينفِّذ هجماتٍ في العاصمة. وانتقد المرجع الشيعي، علي السيستاني، فشل الحكومة في التعامل بشكل فعال مع خطر «داعش». واعتبر، في خطبة الجمعة التي تلاها ممثل له في مدينة كربلاء (جنوب)، أن «التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق ولابد من وضع حد له». وأعلن «داعش» أيضاً مسؤوليته عن 3 تفجيرات انتحارية في وقتٍ متأخرٍ أمس الأول. ووقعت التفجيرات قرب مزارٍ شيعي في محافظة صلاح الدين (شمال)، وقُتِلَ خلالها 35 شخصاً حسبما أفادت مصادر أمنية. وأمر رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، سرايا «السلام» التابعة له بالانتشار حول المزار القريب من قضاء بلد على بعد نحو 93 كيلومتراً شمالي العاصمة. وحذر المحلل الأمني، هشام الهاشمي، من أن هذه الهجمات تزيد احتمالات تفاقم النزاع الطائفي. وانتشرت سرايا «السلام» أيضاً في سامراء المجاورة التي تضم مزاراً شيعياً تعرض لهجومٍ عام 2006 دمَّر قبته وفجر موجةً من العنف الطائفي. وتسيطر القوات الحكومية على جزءٍ كبيرٍ من محافظة صلاح الدين بعدما طردت «داعش» من كبرى مدنها تكريت ومدينة بيجي. وكان تفجير الأحد الماضي، الذي نُفِّذَ بشاحنة صغيرة مفخخة في حي الكرادة المكتظ، أدى فضلاً عن الخسائر البشرية إلى أضرارٍ هائلة. واعتبره كثيرون دليلاً على عجز الحكومة عن حماية المدنيين وتطبيق إجراءات أمنية فعالة. وكان التفجير واحداً من الهجمات الأكثر دموية منذ الغزو الأمريكي (2003-2011)، وزاد من عدد ضحاياه استهدافه مراكز تسوق مكتظة بالمدنيين قبيل عيد الفطر. وعلى الإثر؛ تحدث الوزير المستقيل الغبان عن «تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة»، مشيراً إلى «خلل أساسي في هذا القطاع». وكشف الغبان أن الشاحنة الصغيرة المفخخة قدِمَت من محافظة ديالى (شمال شرق)، ما يعني أنها تمكنت من عبور نقاط المراقبة الأمنية دون مشكلات. وقبِلَ العبادي بدوره استقالة وزير الداخلية. ودعا مسؤول أممي من جهته إلى تجنب التوترات الطائفية التي يستهدف «داعش» إحداثها في العراق. وأدان يان كوبيش، وهو الممثل الخاص لأمين عام الأممالمتحدة في بغداد، الاعتداء الذي استهدف أمس الأول مزاراً شيعياً، محذراً من التوتر الطائفي.