تعهد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، خلال زيارته إلى ليبيا، أن لا تتحول بلاده إلى قاعدة خلفية لأنشطة مناوئة للنظام الليبي الجديد، وأكد أهمية استعادة العلاقات بين الجزائر وليبيا، لكنه أرجع، في الوقت ذاته، وجود أفراد من عائلة معمر القذافي في الجزائر لدواعٍ إنسانية. وتوقع مدلسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الليبي أمس الأول، أن تشهد المرحلة المقبلة فتح ملفات وآفاق جديدة بين الجزائر وليبيا التي تمتلك إمكانيات ضخمة لا بد أن تستغل، حسب تعبيره. وأبدى مدلسي رغبة بلاده في المشاركة في إعادة إعمار ليبيا، حيث يقتصر الوجود الاقتصادي الجزائري في ليبيا على شركة النفط “سوناطراك” وفي حوزتها رخصة بحث واستغلال للمحروقات. ووجه مدلسي الذي التقى بمسؤولي النظام الليبي الجديد، وعلى رأسهم المستشار مصطفى عبد الجليل، رسائل تطمين للداخل الليبي خاصة فيما يتعلق بمسألة تسليم أبناء القذافي الذين لجأوا إلى الجزائر. وقال إن بلاده لن تسمح بتحويل أراضيها إلى قاعدة خلفية لنشاطات معارضي النظام الجديد في ليبيا، مشيرا إلى أن استقبال الجزائر لبعض أفراد عائلة القذافي كان لدواع إنسانية محضة، وأن هؤلاء لن يمسوا شعرة واحدة من ليبيا، على حد قوله. وتسببت عائشة القذافي التي لجأت إلى الجزائر في أغسطس من العام الماضي في إثارة مشكلات مع المجلس الانتقالي الليبي بعدما وجهت نداء صوتيا بالانتفاضة ضد الانتقالي الليبي الذي طالب إثر ذلك بتسليم أبناء القذافي الثلاثة وعقيلته، ولكن سلطات الجزائر تمسكت بأن هؤلاء لجأوا لظروف إنسانية.