قدمت الجزائر ضمانات لمجلس الأمن بفرض قيود أكثر صرامة على أفراد عائلة الديكتاتور الليبي المخلوع معمر القذافي الذين لجأوا إلى أراضيها، في أعقاب «خرق» ابنته عائشة أحد شروط الإقامة المتمثل في «عدم التعاطي مع الإعلام»، بتصريحات أدلت بها إلى قناة تبث من سورية اتهمت فيها حكام ليبيا الجدد بأنهم «خونة». وأكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن الظهور الإعلامي لعائشة القذافي «غير مقبول بالنسبة إلينا، وسيتم اتخاذ قرارات حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات في المستقبل». وقالت مصادر ل «الحياة» إن «الجهة الرسمية التي تتولى متابعة إقامة العائلة، بدأت التحقق من تاريخ التسجيل الصوتي، وأسباب خرق عائشة للممنوعات» المفروضة عليها. وسارع مدلسي بالتوجه إلى مجلس الأمن في نيويورك التي يزورها منذ أسبوع للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقدم مذكرة عن التصريحات الأخيرة لعائشة تتضمن «ضمانات بعدم السماح بفعل مماثل مستقبلاً»، وتسرد 31 قيداً مفروضاً على عائلة القذافي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدلسي قوله: «بلغني التصريح الذي أدلت به السيدة عائشة القذافي لقناة الرأي الفضائية ولا يسعني سوى أن أعبر عن دهشتي أمام مثل هذا التصريح الصادر عن سيدة استقبلتها الجزائر مع باقي أفراد عائلتها لدواع إنسانية، والذي يتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها». وأضاف: «أود أن أؤكد مرة أخرى التزامنا بالعمل مع السلطات الليبية الجديدة من أجل إعادة إعمار بلدها وتعزيز علاقاتنا». ومنعت السلطات الجزائرية عائلة القدافي من استقبال ضيوف أو التحرك خارج دائرة الإقامة، كما حظرت عليها «الاتصال بالعالم الخارجي»، سواء عبر شبكة الانترنت أو استعمال الهاتف الجوال وباقي الوسائل التكنولوجية، كما لم تعلن مكان إقامتها. ولا يبدو أن عائشة وشقيقيها هنبيعل ومحمد وزوجة القذافي الثانية صفية مقيمون في إقامة الدولة في نادي الصنوبر، كما رددت وسائل إعلام، إذ أكدت مصادر غير رسمية وجودهم في ولاية إليزي التي دخلوا عبرها (2000 كلم جنوب شرقي العاصمة). وكانت الجزائر أعلنت أن أي تسليم مفترض لأفراد عائلة القذافي «سيكون ضمن الاتفاقات الموجودة أصلاً بين البلدين». ويعتقد أن اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي يمهد الطريق لمفاوضات في هذا الشأن، إذ أعطى مدلسي انطباعاً بأن بلاده لا تمانع، من حيث المبدأ، تسليم أفراد عائلة القذافي، «وذلك في الوقت المناسب... نحن وليبيا مرتبطان بعقود واتفاقات وسنعمل جاهدين في الوقت المناسب حتى يكون هناك حل يتطابق مع هذه الاتفاقات».