أعلن مسؤول رفيع في الحشد الشعبي أمس أن هذه القوات المدعومة من طهران ستشارك في اقتحام وسط الفلوجة في حال تباطؤ عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعدُّ أحد أبرز معاقل تنظيم داعش في العراق. وحددت مهمة قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية منذ بدء العملية قبل أسبوعين بتحرير ضواحي الفلوجة فيما تركت مهمة اقتحام المدينة لوحدات النخبة في الجيش. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد في وقت سابق أن قوات الحشد لن تدخل المدينة تجنباً لاحتمال حدوث انتهاكات قد تغذي التوتر الطائفي. وقال أبو مهدي المهندس معاون قائد قوات الحشد الشعبي «نحن شركاء في التحرير لم تنته مهمتنا». وأضاف «أنجزنا الواجبات التي نيطت بنا ضمن خطة التطويق، وخطة التحرير نيطت بقوات أخرى». وتابع «نحن موجودون في المنطقة وسنبقى داعمين (للقوات الأمنية) إن تمكنت بسرعة من تحرير المدينة». لكنه تدارك «إذا لم تتمكن من ذلك فسندخل معهم لتحريرها». وكان هادي العامري زعيم فيلق بدر أحد أهم الفصائل في الحشد أكد مراراً أن قوات الحشد لن تشارك في اقتحام المدينة. لكنه قال لصحيفة واشنطن بوست في تقرير نشر السبت، «لن يستطيع أحد منعنا من الدخول». يعد المهندس الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، أبرز الشخصيات القيادية لقوات الحشد الشعبي التي تخوض عمليات لاستعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم داعش في يونيو 2014. وحذر المهندس من أن «إطالة أمد التحرير ستكلف القوات المسلحة تضحيات وستكلف المدينة تدميراً أكبر، كما جرى في الرمادي» في إشارة إلى كبرى مدن الأنبار التي تمت استعادتها نهاية العام الماضي من التنظيم وتعرضت لتدمير كبير. وأكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أمس «تقدم القوات الأمنية وتضييق الخناق وقطع طرق الإمدادات عن العدو ومحاصرة منطقتي جبيل والشهداء» في جنوب الفلوجة. وأضاف «المقاومة الآن أصبحت ضعيفة. التنصت على أجهزة الاتصال أكد لنا شح المواد الغذائية والعتاد لدى التنظيم الإرهابي». وتابع أن قوات «الحشد الشعبي أدت المهام المطلوبة منها من خلال تحرير مئات الكيلومترات والآن تحاصر المسلحين داخل مدينة الفلوجة»، موضحاً أنها ستشارك في تحرير مركز المدينة «في حال طلب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) ذلك». وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ فجر 23 مايو الماضي، عمليات لاستعادة الفلوجة من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة.