بدأت القوات العراقية أمس عملية واسعة لتستعيد من تنظيم داعش مدينة الفلوجة التي شهدت معارك طاحنة خلال وجود القوات الأمريكية في العراق وتمثل اليوم أحد أبرز معاقل التنظيم. وقال العبادي في سلسلة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي «نبدأ عملية تحرير الفلوجة. دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس أمام داعش إلا الفرار». وأضاف العبادي «اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عالياً فوق أراضي الفلوجة». وأشار رئيس الوزراء إلى أن «القوات الخاصة والجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر ستشارك في عملية تحرير الفلوجة» الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. ونشبت اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش بالقرب من الفلوجة مع قصف الأحياء الواقعة وسط المدينة في الساعات الأولى من الهجوم لاستعادة السيطرة على المدينة. وقد تستغرق هذه العملية عدة أسابيع. وقال سكان إن اشتباكاً وقع في منطقة الهياكل على المشارف الجنوبية للمدينة كان من أولى المواجهات المباشرة بين الطرفين. وقال مسؤول محلي إن القوات أيضاً اقتربت من ضاحية الكرمة الشمالية للتخلص من المسلحين قبل توجيه انتباهها لوسط المدينة. واستهدفت ضربات جوية وقصف بقذائف الهاون خلال الليل أحياء داخل المدينة يعتقد أن مقر داعش فيها. لكن القصف هدأ بحلول النهار. ووصف المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيي رسول في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي تقدم القوات بأنه حذر ويعتمد على المهندسين الذين يفككون القنابل التي زرعها المتشددون على جانب الطريق. وأكدت قيادة العمليات المشتركة في بيان بدء العملية. وقالت «شمّر اليوم الرجال الأبطال من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر عن سواعدهم ليسحقوا هذه العصابات الإرهابية في الفلوجة الحبيبة». وشدد البيان على أهمية تحرير الفلوجة التي تشكل أحد أهم معاقل التنظيم منذ يناير 2014. وتمثل استعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم، بينها الفلوجة، أهم الأمور التي تشغل المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم العبادي. وتلعب قوات التحالف بقيادة واشنطن دوراً مهمّاً في دعم القوات العراقية في تنفيذ العمليات، بينها خطوات أولى لتنفيذ عملية تحرير الموصل ثاني مدن العراق من سيطرة الجهاديين. وفي بيان رسمي، طلبت قيادة العمليات المشتركة من سكان المدينة الذين ما زالوا فيها، الاستعداد للخروج منها عبر طرق مؤمَّنة. كما دعا البيان جميع الأسر إلى «الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي». من جهة أخرى، طلبت القيادة في بيان منفصل من «كافة العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلوجة رفع راية بيضاء على مكان وجودها». وقالت مصادر رسمية إن عشرات العائلات تمكنت من الخروج من الفلوجة التي يمنع عناصر التنظيم الأهالي من مغادرتها. والقوات العراقية متهمة بمحاصرة المدينة ومنع وصول المواد الغذائية إلى المدنيين. واحتشدت القوات العراقية منذ أيام عدة على أطراف مدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة الجهاديين منذ يناير 2014.