أعلن متحدث عسكري أميركي أمس (الجمعة) ان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يستخدم قناصة لمنع المدنيين من مغادرة مدينة الفلوجة، الواقعة غرب بغداد والخاضعة لسيطرته والتي تحاصرها القوات الحكومية. وأوضح المتحدث ستيف وارن للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلال مؤتمر عبر الفيديو من بغداد ان المتشددين نشروا قناصة في أماكن تشرف على ممرات إجلاء المدنيين التي أقامتها القوات الحكومية، لمنع مغادرة سكان المدينة الواقعة على بعد 50 كيلو متر غرب بغداد والتي تعاني من شح هائل في المواد الأساسية بما في ذلك الأدوية. وأضاف وارن: «نعلم أن السلطات العراقية حاولت مراراً فتح ممرات إنسانية كي يتمكن بعض هؤلاء المدنيين من المغادرة، لكن الجهود لم تتكلل بالنجاح بشكل عام لأن (داعش) أخذ تدابير مثل نشر قناصة تُشرف على هذه الممرات بهدف قتل العراقيين عندما يحاولون المغادرة، ما أدى إلى ثنيهم عن استخدامها». وأشار وارن في وقت لاحق إلى أن القوات العراقية حاولت إقامة ثلاثة ممرات، لكنها لم تُستخدم بسبب وجود القناصة. وتابع «لا بد وأن الخبر انتشر لأن ما من مدنيين حاولوا استخدام هذه الممرات خلال الأسابيع الفائتة». واستولى المتشددون على مدينة الفلوجة مطلع عام 2014 بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة وتحولت المدينة لاحقاً الى معقل المتشددين. كما استولى التنظيم بعد ذلك على مناطق شاسعة في محافظة الأنبار بعد الهجوم الكبير الذي سيطر خلاله على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق في حزيران (يونيو) 2014. ولفت المتحدث العسكري الأميركي إلى أن الفلوجة «كانت المدينة الأولى التي يسيطر عليها داعش بالكامل منذ أكثر من عامين، وبالتالي هو متغلغل فيها بعمق. هذه عقدة صعبة بالنسبة إلينا وهي عقدة صعبة بالنسبة للقوات العراقية»، لكنه أكد ان القوات العراقية تحاصر الفلوجة «بشكل عام». وأوضح ان طرد المتشددين من الفلوجة، لا يرتدي أهمية عسكرية حالياً لأن الأولوية هي لدحرهم من الموصل، كبرى مدن شمال العراق. وقال: «ليس هناك أي سبب عسكري» يدفع القوات العراقية لتحرير الفلوجة قبل أن تحرر الموصل. وتمكنت القوات العراقية من محاصرة الفلوجة أخيراً وقطع الإمدادات العسكرية عنها بعد استعادتها مدينة الرمادي المجاورة. واندلعت مواجهات بين رجال عشائر داخل الفلوجة وعناصر التنظيم لأيام عدة في شباط (فبراير)، كانت مؤشراً على ضعف قبضته، ولكن القتال انتهى بعد اعتقال عناصره عشرات من السكان وإعدامهم. وأعلن التنظيم كذلك تنفيذ حكم الإعدام بعدد من الشباب بتهمة التجسس لصالح الحكومة.