يبحث برشلونة حامل اللقب عن علاج سريع لحل أزمته المتعاظمة عندما يستقبل فالنسيا اليوم الأحد في المرحلة 33 من الدوري الإسباني لكرة القدم، فيما يرغب أتلتيكو مدريد في الانقضاض على صدارته الواهنة. ويخوض برشلونة اللقاء، بعدما جرده مواطنه أتلتيكو مدريد من لقب دوري أبطال أوروبا، وبعد عجزه عن تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات في الدوري، لتشتعل جبهة الليجا مجدداً مع تقليص أتلتيكو مدريد الفارق معه إلى ثلاث نقاط وغريمه ريال مدريد إلى أربع نقاط. وكان برشلونة مع نجومه الثلاثة الأرجنتيني ليونيل ميسي والأورجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ بلقبه في دوري الأبطال والدوري الإسباني قبل دخوله في نفق مظلم الشهر الأخير. وتعادل برشلونة على أرض فياريال 2-2 مهدراً تقدمه 2-0 في الشوط الأول، ثم خسر كلاسيكو العالم على أرضه أمام ريال مدريد 2-1 مهدراً أيضاً تقدمه 1-0 في الشوط الثاني، قبل أن يعود خالي الوفاض من رحلة ريال سوسييداد الأخيرة (0-1). نكسة كان سيتجاوزها الكاتالوني، لو تأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية، لكنَّ لاعبي المدرب لويس إنريكي رضخوا أمام أتلتيكو، الذي عوض خسارته ذهاباً 2-1 وتأهل بهدفي الفرنسي أنطوان جريزمان. وقال إنريكي بعد الخسارة: «كان هدفنا الاحتفاظ باللقب. الحزن يسيطر علينا. لم أتوقع أن يكون أتلتيكو مرتاحاً إلى هذه الدرجة في بداية المباراة، بل توقعته أكثر قساوة في الوسط. جرت المباراة بشكل جيد لهم، استفادوا من غلطة لنا لافتتاح التسجيل، ثم طبقوا أكثر ما يجيدونه وهو الدفاع في منطقتهم». وتابع إنريكي: «افتقدنا العمق، ولم نخلق فرصاً خطيرة… أهدافنا مرتفعة دوماً وهذا فخر لنا. برشلونة مرشح لجميع الألقاب، لكن علينا تقبل الخسارة. ما زلنا ننافس على الدوري والكأس. بالنسبة لأي مدرب من الجيد الفوز بلقبين. علينا أن نتطور جميعنا وأنا أولهم». وعن إمكانية تعرض لاعبيه للإرهاق، قال إنريكي: «لا أعتقد ذلك. برنامجنا كان الأطول في أوروبا، لكن لا أعتقد ذلك». وكان برشلونة، المتوج أعوام 1992 و2006 و2009 و2011 و2015، يخوض ربع النهائي التاسع على التوالي، وتعود خسارته السابقة إلى مايو 2013 أمام بايرن ميونيخ الألماني 0-3. وشرح الظهير الأيسر جوردي ألبا أسباب خسارة فريقه: «في الشوط الأول لعبنا في منطقتنا أكثر. يملكون لاعبين سريعين أزعجونا كثيراً. في الشوط الثاني كنا أفضل منهم، وامتلكنا الكرة أكثر، حصلنا على الفرص لكن لم نوفق. يجب أن نركز على الدوري والكأس في إسبانيا. لا يزال الموسم طويلاً». وتابع ألبا: «أتلتيكو فريق تصعب مواجهته في السنوات الأخيرة، ليس لنا فقط بل لباقي الأندية». وفي ظل خوض برشلونة مواجهة صعبة مع فالنسيا الثاني عشر، والفائز على إشبيلية بعد 4 خسارات متتالية، يستقبل أتلتيكو مدريد على ملعبه «فيسنتي كالديرون» المشتعل جماهيريّاً جراء الفوز على برشلونة، غرناطة السابع عشر الذي تعادل في مبارياته الأربع الأخيرة. وكرر أتلتيكو إنجاز موسم 2013-2014 حين أزاح برشلونة في الدور ذاته بتعادله معه 1-1 إياباً في كامب نو بعد أن كان تغلب عليه في مدريد ذهاباً 1-0. ووصل أتلتيكو في ذلك الموسم إلى المباراة النهائية وكان على بعد ثوان من اللقب بعد أن تقدم بهدف حتى الوقت الضائع قبل أن يسجل سيرخيو راموس هدف التعادل ويفرض وقتاً إضافيّاً أنهى به الريال المباراة 4-1 معززاً رقمه القياسي بلقب عاشر. وقال مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني بعد الفوز: «إذا كان لهذا الفريق ميزة في السنوات الأربع الماضية فهو عمله الجبار… أتحدث عن قيم نفتقدها في مجتمعاتنا. نحن مجموعة وفية لقيمنا. يمكننا الفوز أو الخسارة لكن نؤمن كثيراً بهذه القيم». وتابع سيميوني: «فزنا في مباراة صعبة وهذا جميل جداً. ظهر عدد من الشبان في التشكيلة وأنا سعيد بما قدمه (المدافع الفرنسي) لوكاس (هرنانديز). هذا لاعب يبلغ العشرين ورابع قلب دفاع لدينا. انتهى الأمر به وهو يخوض 180 دقيقة رائعة ضد برشلونة».