يعتبر المهر في الإسلام هو الصداق الذي يقدمه الرجل للمرأة التي يعقد عليها، تعبيرا عن صدق رغبته فيها، وعزمه على الزواج، وهو أحد أركان العقد، وبما أن الرجال هم الذين يعملون ويكسِبون المال، يستوجب عليهم في الدين الإسلامي دفع هذا الحق من جانبهم للنساء، وهو حق للمرأة لكن عندما تصبح الفتاة سلعة مربحة تخضع لعادات وتقاليد حمقاء، فالشاب يظل حائراً بين غلاء المعيشة وبين توفير متطلبات المهر والزواج. أين أنتم من دين الإسلام فلقد زوّج النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابه وكان فقيرا معدماً بخاتم من حديد. فالإسلام ينظر إلى الرجل من ناحية الدين والخلق، والآن ينظر له بنظرة مادية، وبالرغم من الازدياد في معدلات البطالة التي صاحبت المجتمعات العربية والخليج بشكل خاص لم تتغير تلك العادات في غلاء المهور وتيسير الزواج بل أصبحت مبالغ خيالية لا يستطيع تحملها الشاب المقبل على الزواج إلا من خلال الديون التي تثقل كاهله، ومن أعظم آثارها المستقبلية الضغوط النفسية التي تترتب عليها وكثرة المشكلات الزوجية أو الطلاق للهروب من جميع تلك الضغوط. لذا يجب علينا تثقيف المجتمع بخطورة غلاء المهور وأن ذلك يعد من باب الإسراف في حفلات الزواج، فضلا عن كونه مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم التي رغبت في تيسير الزواج.. وكما قال عليه الصلاة والسلام «أيسرهن مهرا أكثرهن بركة» على الرغم من أنه في بعض الدول تجد متطلبات الزواج لديها فقط «صورة إقامة وتقرير صحي إضافة إلى الهوية» إلا أن المجتمع مازال حتى الآن لا يستطيع التنازل عن أبسط الأمور.. والآن أترككم مع قصيدة للشاعر أبي فراس الحمداني حين كان المهر في ذلك الوقت عن رضا نفس لأن متطلبات الفتاة لاتقتصر على المال (وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا/ لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ/ تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا،/ و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ/ أعزُّ بني الدنيا، وأعلى ذوي العلا ،/ وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ).