كشف استطلاع أجرته الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في جدة أن 74 في المئة من الشباب السعودي يرون أن غلاء المهور من أهم أسباب تأخر سن الزواج. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في جدة أحمد العمري في تقرير (حصلت «الحياة» على نسخة منه) صدر أمس، أن 53 في المئة من المشاركين في الاستطلاع رأوا أن المهر المناسب يجب أن يبدأ من 20 ألفاً إلى 30 ألف ريال، فيما رأى 24 في المئة أن المهر المناسب يبدأ من 30 ألفاً إلى 40 ألف ريال، فيما أجاب 12 في المئة بأن المهر المناسب يبدأ من 40 ألف إلى 50 ألف ريال. وأضاف أن غلاء المهور قضية شغلت عدداً كبيراً من الناس وحالت بينهم وبين الزواج، مشيراً إلى أن غلاء المهور مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلّى الله عليه وسلم، التي رغّبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه، فضلاً عن تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد. وذكر أن الجمعية تدعو إلى أهمية محاربة غلاء المهور وإصدار قرار بتحديد مهر الفتاة، كون المهم أن يختار الزوج الكفء المناسب صاحب الدين والخلق، كما طالبت الجمعية بتمكين الشباب من الزواج المبكر والاستمرار بالتعليم بعد الزواج. وأكد أن المهر بلغ حداً خيالياً لا يطاق إلا بالديون التي تثقل كاهل الزوج، «ما يؤسف أن يصل الجشع ببعض الأولياء أن يطلب مهراً باهظاً، وكثير من الناس قد لا يستطيع الزواج بسبب غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج». وبيّن أن غلاء المهور له مخاطر عدة، ومنها ارتفاع كلفة الزيجة الواحدة، التي تكون من أعظم آثارها المستقبلية إثقال كاهل الشباب بالديون والقروض والضغوط النفسية، الذي تترتب عليها في أحيانٍ كثيرة المشكلات الزوجية أو الطلاق هروباً من تلك الضغوط، أو إحجام الشباب والفتيات عن الزواج وتعريضهم للخطر والفتنة والفساد. وكشف أن غلاء المهور يعد السبب الرئيس في اعتذار الجمعية لأكثر من 100 طلب مساعدة مالية وعينية شهرياً بسبب ارتفاع المهر الذي يصل إلى 70 ألفاً وربما أكثر من ذلك، مشيراً إلى أهمية تثقيف المجتمع بخطورة غلاء المهور وأن ذلك يُعد من باب الإسراف في حفلات الزواج فضلاً عن كونه مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلّى الله عليه وسلم التي رغبت في تيسير الزواج. ولفت إلى أن الجمعية اتخذت خطوة بتعديل شروط الحصول على المساعدة، إذ رفعت سقف المهر من 30 إلى 40 ألف ريال ليتسنى لشريحة أكبر من المقبلين على الزواج الحصول على المساعدات المالية والعينية من الجمعية.