أعرب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أحمد العمري عن سعادته بتوجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لإعداد وثيقة لمعالجة ارتفاع المهور، والحد من الإسراف في مناسبات الزواج، واصفاً هذا التوجيه ب «الخطوة الأهم» للحد من ارتفاع المهور في مجتمعنا والذي يُعد من أهم أسباب تأخّر سن الزواج. وكشف العمري عن نتائج استطلاع أجرته الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أبرز بأن 74 % من الشباب السعودي يرون أن غلاء المهور من أهم أسباب تأخر سن الزواج، وأبان 64 % من المشاركين بأن ظاهرة غلاء المهور ما زالت موجودة، فيما أجاب 28 % بأن غلاء المهور ظاهرة موجودة لدى البعض، وأجاب 8 % من الشباب بأنها غير موجودة. وأضاف العمري بأن 53 % من المشاركين في الاستطلاع عبّروا بأن المهر المناسب يجب أن يبدأ من عشرين ألفا إلى ثلاثين ألف ريال، فيما رأى 24 % من العينة بأن المهر المناسب يبدأ من ثلاثين ألفا إلى أربعين ألف ريال، فيما أجاب 12 % بأن المهر المناسب يبدأ من أربعين ألفا إلى خمسين ألف ريال. وحول دور جمعيات الزواج في التخفيف من الأعباء والعقبات التي تقف حاجزاً أمام الشباب لإتمام زواجهم كشف العمري بأن 63 % من الشباب أجابوا بأن دور جمعيات الزواج كبير في هذا الجانب، فيما رأى 37 % من العينة بأن الجمعيات لم تستطع التخفيف من هذه الأعباء. وأبان العمري بأن غلاء المهور قضية شغلت بال كثير من الناس وحالت بينهم وبين الزواج، مشيراً إلى أن غلاء المهور مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم التي رغّبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه، فضلاً عن تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد. وأشار إلى أن الجمعية تدعو لأهمية محاربة غلاء المهور وإصدار قرار بتحديد مهر الفتاة لأن المهم أن يختار الزوج الكفء المناسب صاحب الدين والخلق، كما طالبت الجمعية بتمكين الشباب من الزواج المبكّر والاستمرار بالتعليم بعد الزواج. وأضاف العمري بأن المهر بلغ حداً خيالياً لا يُطاق إلا بالديون التي تثقل كاهل الزوج، بل مما يُؤسف له أن يصل الجشع ببعض الأولياء إلى أن يطلب مهراً باهظاً، وكثير من الناس اليوم قد لا يستطيع الزواج بسبب غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج، وفيه مخالفة لما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد» [أخرجه الترمذي وقال حديث حسن، وابن ماجة والحاكم]، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن أعظم النكاح بركة، أيسره مؤونة» [رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان]. وبيّن أنّ غلاء المهور له مخاطر كثيرة من أبرزها؛ ارتفاع تكلفة الزيجة الواحدة والتي تكون من أعظم آثارها المستقبلية إثقال كاهل الشباب بالديون والقروض والضغوط النفسية والذي تترتب عليها في أحيان كثيرة؛ المشكلات الزوجية أو الطلاق هروباً من تلك الضغوط، أو إحجام الشباب والفتيات عن الزواج وتعريضهم للخطر والفتنة والفساد. وكشف العمري عن أن غلاء المهور يُعد السبب الرئيسي في اعتذار الجمعية لأكثر من مائة طلب مساعدات مالية وعينية شهرياً بسبب ارتفاع المهر الذي يصل إلى ستين وسبعين ألفا وربما أكثر من ذلك، مشيراً إلى أهمية تثقيف المجتمع بخطورة غلاء المهور وأن ذلك يُعد من باب الإسراف في حفلات الزواج، فضلاً عن كونه مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم التي رغّبت في تيسير الزواج، وقال: إن الجمعية اتخذت خطوة مؤخرا بتعديل شروط الحصول على المساعدة حيث رفعت سقف المهر من 30 إلى 40 ألف ريال ليتسنّى لشريحة أكبر من المقبلين على الزواج الحصول على المساعدات المالية والعينية من الجمعية، مضيفاً: نحن في الجمعية نسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من أبرزها محاربة غلاء المهور ونشر ثقافة تيسير الزواج مما يدفع الشباب نحو الزواج والتخلّي عن حياة العزوبية بلا ضغوط وبلا ديون كبيرة.