سيطر مقاتلو حركة الشباب الصومالية على ميناء صغير في منطقة بلاد بنط شبه المستقلة في أحدث مؤشر على عودة الإسلاميين المتشددين في البلد الواقع في القرن الإفريقي إلى نشاطهم. وأدت سلسلة هجمات شنتها قوة الاتحاد الإفريقي والجيش الصومالي العام الماضي إلى طرد الشباب من معاقلهم الرئيسة بجنوب الصومال. وقال مسؤولون في ذلك الوقت إن بعض مقاتلي الشباب توغلوا شمالاً في منطقة بلاد بنط التي تقع بعد منطقة عمليات قوة الاتحاد الإفريقي. وسيطرت حركة الشباب في الأسابيع القليلة الماضية أيضاً على بلدات صغيرة وشنت هجمات دامية في المنطقة الجنوبية. وقال حسن محمد حاكم منطقة مدج في بلاد بنط «سيطر مقاتلون من الشباب في قوارب على بلدة جرعد.» وأضاف أن الهجوم وقع الإثنين. وتابع «لا نريد الإفصاح عن طريقة رد فعلنا.» وقال عبدالنور عبدالله رئيس السلطة المحلية في بلدة جرعد الساحلية إن مقاتلين من الشباب ومقاتلين أجانب التقوا زعماء محليين وقالوا إنهم يعتزمون «السيطرة على أماكن عديدة ومحاربة غير المسلمين.» وأضاف «فر معظم السكان.» وأشار إلى أن حركة الشباب تحشد قوتها في منطقة تلال جلجلة في تأكيد لتصريحات أدلى بها مسؤولون في بلاد بنط. ولم يصدر تعليق فوري عن حركة الشباب. وكانت جرعد ملاذاً سابقاً للقراصنة الذين استخدموا الميناءالطبيعي لشن هجمات على السفن التجارية التي تبحر في طرق الشحن من وإلى البحر الأحمر. ونجحت جهود بحرية دولية في إبعاد القراصنة الصوماليين إلى حد بعيد. ولم ترد سوى تقارير قليلة عن عمليات خطف سفن خلال العامين الماضيين أو الأعوام الثلاثة الماضية وأغلبها لسفن صيد وليس الحاويات الكبيرة أو السفن التجارية التي كانت تستهدف من قبل. وقال محمد عبدالله وهو من سكان جرعد «دون إطلاق نار فوجئنا برؤية مقاتلي الشباب هنا.» وتسيطر الحركة أيضاً على بلدة هاراديري الساحلية في بلاد بنط. وقال سكان إن حظراً للتجوال فرض في البلدة مساء الأحد وأعقبته تحركات غير عادية في الميناء، مما أثار حديثاً عن استيراد الشباب للأسلحة وربما المقاتلين من الخارج.