انتقل القراصنة مساء أول من أمس بالناقلة "سيريوس ستار" إلى قبالة شواطئ ميناء هوبيو الصومالية، بعد قضائها خمسة أيام راسية في محيط ميناء هاراديري، فيما دعت الميليشيات الإسلامية المعروفة بحركة "الشباب" في الصومال أمس القراصنة إلى الإفراج عن الناقلة أو أنهم سيواجهون تحركا مسلحا, بينما اتفقت الولاياتالمتحدةوروسيا على تصعيد التصدي لأعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية. وقال قائد مجموعة من عناصر المحاكم الإسلامية تتجاوز المائة عنصر، وكنيته الشيخ خيري ل"الوطن" بالهاتف من هاراديري، إن القراصنة قاموا بتحريك تلك الناقلة من قبالة ميناء هاراديري إلى ميناء هوبيو الأصغر حجماً. وأظهر الشيخ خيري إصراره ومجموعته على مواصلة مطاردة القراصنة الخاطفين، إلا أنه اشتكى من قلة الوقود المتوفر لديهم للآليات التي يستخدمونها، مؤكدا في الوقت ذاته أن مصير هؤلاء القراصنة هو السجن ومذكرا بالفترة التي قضتها المحاكم الإسلامية في السيطرة على الحكم في الصومال. وأوضح الشيخ خيري حسب ما يفضل مناداته واسمه الحقيقي "عبد الكريم" أن عدد القراصنة يتراوح بين 35 و 40، مضيفاً أن تسليح القراصنة وتجهيزاتهم العسكرية أفضل مما لدى أفراد مجموعته بكثير. وحسب الشيخ خيري تبعد هوبيو إلى الشمال من هاراديري مسافة تتجاوز ال140 كم، وهي أصغر من هاراديري التي لا يتجاوز عدد سكانها ال3 آلاف نسمة وأغلبهم نازحون من مقديشو جراء الحرب القائمة منذ 19 عاماً. وأكد الشيخ خيري أن كافة القراصنة صوماليون ولا يوجد بينهم جنسيات أخرى، موضحاُ أن قبيلة الهوية هي التي تستوطن منطقتي هوبيو وهاراديري. من جهته قال شيخ أحمد، المتحدث باسم حركة الشباب في منطقة هاراديري حيث خطفت الناقلة السعودية "إذا أراد القراصنة السلام فالأفضل أن يفرجوا عن ناقلة النفط". ورد القراصنة بأنهم لا يخافون من هذه التهديدات. وقال أحدهم ويدعى محمد سعيد هازئا "لست على السفينة في الوقت الحاضر لأنني أنسق ما يجري على اليابسة"، مضيفا أن هناك طليعة صغيرة من ميلشيات الشباب على الأرض لكن وجود عناصر القراصنة قوي أيضا. وتابع سعيد أن كل صومالي يكن احتراما كبيرا للسعودية, وقال "ليس لدينا أي شيء ضدها لكن للأسف أن ما يجري ليس سوى أعمال (بيزنس) بالنسبة لنا وآمل أن يفهم السعوديون ذلك". وأفاد بعض السكان في المنطقة إن الشباب منقسمون حول الموقف الواجب اتخاذه وأن بعض الميليشيات الإسلامية مهتمة خصوصا بتقاسم الفدية المحتملة. وكان القراصنة قد طالبوا الخميس الماضي بفدية قيمتها 25 مليون دولار للإفراج عن "سيريوس ستار" التي تنقل شحنة من النفط تقدر قيمتها بمئة مليون دولار. ويسيطر الشباب على جزء كبير من الصومال وقد حشدوا قواهم في الأيام الأخيرة حول هاراديري وأدانوا عموما القرصنة التي يصفونها بأنها إهانة للإسلام. من جهته, صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتفقا على التعاون في مكافحة القرصنة قبالة ساحل الصومال. وأشار لافروف, في حديث له بعد اجتماع قصير بين ميدفيديف وبوش على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا المحيط الهادىء (أبيك) في ليما مساء أول من أمس, إلى مبادرة مشتركة لمكافحة الهجمات المتزايدة على السفن في خليج عدن. وقال لافروف إنه مع ذلك فلا ينبغي أن تركز مثل هذه المبادرة على العمليات البحرية فقط ولكن ينبغي أن تتعرض في الوقت ذاته للمشكلات على اليابسة. وأكد لافروف أنه اتفق مع نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس على ضرورة تصعيد التصدي ل"آفة" القرصنة في منطقة الصومال. وقال "لقد اتفقنا على ضرورة بذل مزيد من الجهود في إطار مجلس الأمن الدولي لمكافحة القرصنة, ومن الضروري التفكير فيما يمكن المجلس القيام به". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف "من الضروري القيام بكل مسعى ممكن للتصدي لهذه الآفة، على ألا يقتصر ذلك على المياه الدولية، بل أيضا محاولة توسيعه إلى السواحل الصومالية بالتنسيق مع الحكومة الشرعية في الصومال, اتفقنا على التفكير في تدابير يمكن اتخاذها في إطار هذه الرؤية". وتنوي روسيا إرسال مزيد من السفن الحربية إلى المياه الصومالية لمكافحة القرصنة لضمان سلامة السفن التي تبحر في هذه المنطقة.