رغم كونهما خصمين في السباق الجمهوري إلى البيت الأبيض؛ بدا تيد كروز وماركو روبيو متكاتفين ضد المرشح الأوفر حظَّاً لدى أنصار الحزب حتى الآن، دونالد ترامب. وبدا تكاتفهما واضحاً خلال مناظرةٍ نظمتها شبكة «سي إن إن» التليفزيونية أمس الأول في جامعة هيوستن. وشنَّ المرشحان هجوماً مكثفاً على قطب العقارات الذي تصدَّر الانتخابات التمهيدية للحزب في 3 جولات (نيوهامشير ونيفادا وكاورلاينا الجنوبية) من أصل 4 علماً أنه خسِرَ الجولة الأولى (أيوا) لصالح كروز. وتساءل كثيرون عن سبب عدم انتهاج كروز وروبيو هذه السياسة خلال الأشهر الماضية. وفي المناظرات السابقة؛ كان المرشح الجمهوري المنسحب، جيب بوش، الأكثر هجوماً على ترامب الوافد الجديد على الساحة السياسية. ويتصدر قطب العقارات استطلاعات الرأي في معظم الولايات ال 11 التي يجري التصويت فيها الثلاثاء المقبل فيما يُعرَف ب «الثلاثاء الكبير». وبدا متصدر سباق الحزب واثقاً من نفسه خلال مناظرة الخميس، ووصف روبيو ب «الفاشل» و«المنافق» وكروز ب «الكاذب»، داعياً كليهما إلى تقديم أفضل ما عندهما. لكن روبيو، وهو سيناتور عن فلوريدا، قدَّم أقوى أداءٍ له حتى الآن، مستفيداً من حلوله ثانياً في كارولاينا الجنوبية السبت الماضي مع سعيه إلى البقاء في السباق حتى النهاية. ويَجرى المؤتمر العام للجمهوريين في يوليو، فيما تجرى الانتخابات العامة في نوفمبر. وتحدث سيناتور فلوريدا عن إفلاس ترامب 4 مرات من قبل و«لجوئه إلى استخدام عمال من بولندا للعمل في منتجع في فلوريدا»، معتبراً أن قطب العقارات ما كان ليحتلَّ موقعه الاقتصادي دون ما ورِثَه من مالٍ عن عائلته. وقال روبيو «دون أموال الأسرة تعرفون ماذا كان دونالد ترامب سيفعل الآن؟ كان سيبيع ساعات في مانهاتن»، محاولاً التشكيك في الدراية السياسية لمنافسه. ويواجه الجمهوريون في واشنطن ما كان كثيرٌ منهم يعتقد لفترةٍ طويلةٍ أنه ضرب من الخيال. ويتعلق الأمر بتصاعد حظوظ قطب العقارات ليكون الأقرب على الأرجح إلى خوض انتخابات الرئاسة عن الحزب. وظلَّ هذا الاحتمال مثار نكاتٍ وتعجب، رغم تصدر ترامب استطلاعات الرأي وتفوقه في مناظرة تلو الأخرى. لكن بعد فوزه في 3 اقتراعات تمهيدية متتالية؛ حلَّ قبولٌ قانطٌ بقدرته على الدفاع عن حظوظه بدلاً من الإنكار. وانضم كروز، وهو سيناتور عن تكساس، إلى حملة انتقاد ترامب. وذكَّر بأن الملياردير تبرع في الماضي لديمقراطيين بينهم وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، والرئيس الأسبق، جيمي كارتر، والسيناتوران، تشاك شومر وهاري ريد. وحذَّر كروز «لا يمكن أن يفوز في الانتخابات مرشح يوافق كلينتون الرأي وبالتالي غير قادر على مواجهتها ومقارعتها في المناظرات»، مبدياً تشككه في قدرة ترامب على استبدال قاضي المحكمة العليا المتوفى، أنتونين سكاليا، بقاض آخر محافظ. ووفقاً له «لا يمكن أن يبدي شخصٌ يؤيد ديمقراطيين ليبراليين من اليسار المتطرف اهتماماً بتعيين قضاة يلتزمون بالدستور في المحكمة العليا». وكان ترامب يقف في وسط المنصة بينما كروز وروبيو على جانبيه خلال المناظرة التي تحوَّلت إلى مباراة في الصراخ دون أي التفات إلى الصحفيين المنظمين. وحضر المرشحان الآخران عن الجمهوريين، جون كاسيش وبن كارسون.