بحث وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التنسيق المشترك حيال توحيد الجهود الإعلامية في سبيل كشف ما تقوم به ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح من تعطيل للعمليات الإغاثية الإنسانية للشعب اليمني الشقيق وعملية التفاوض مع الحكومة الشرعية، مؤكدين أن تعطيل الأعمال الإنسانية يشكل جريمة حرب أخرى في ضوء قواعد القانون الدولي. وعقد وزراء الإعلام أمس، بقاعة الاجتماعات بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، أعمال اجتماعهم الاستثنائي الثالث، برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وحضور الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني. وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي: نجتمع اليوم ودولنا تمر بمخاض كبير على أصعدة متعددة، وتواجهها حملات إعلامية ممنهجة مغرضة، تتطلب منا التصدي لها بعمل موحد يبنى على استراتيجيات طويلة المدى وخطط إعلامية عاجلة بجميع وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، فمسؤوليتنا كوزراء للإعلام في هذه الفترة العصيبة والحرجة تتعاظم للنهوض بإعلام دولنا بأن يقوم بمسؤولياته للوقوف ضد هذه الحملات الإعلامية الموجهة ضد دول المجلس، فهي فرصة مهمة لوزارات وهيئات الإعلام في دول المجلس لإجراء مراجعة دقيقة لاستراتيجيات العمل الإعلامي الخليجي المشترك في الأزمات في ظل تسارع الأحداث من حولنا، وتبادل الأفكار والرؤى في سبيل إعداد وتنفيذ حملة إعلامية مشتركة موحدة، والسعي لتعزيز الجهود المبذولة لتكون منسجمة مع توجيهات وتطلعات قادة دول المجلس في تطوير الأداء الإعلامي في كافة دول المجلس تحقيقاً للأهداف التي أنشئ من أجلها. وأضاف: ومن هذا المنطلق نأمل في أن ننطلق إلى آفاق أرحب في تنسيق وتوحيد الرسالة الإعلامية المشتركة لفضح انتهاكات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح المتمثلة في إعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني في إيصال الدواء والغذاء للمناطق المحاصرة في اليمن، وما تقوم به من تعطيل لعملية التفاوض وتكرار الاعتداءات على الحدود الجنوبية للسعودية وإرسال المقذوفات والصواريخ البالستية العشوائية إلى أراضي المملكة، ولتحقيق هذا الهدف فقد قدمت بعض المقترحات لتنفيذ هذه الحملة ضمن جدول أعمال اجتماعكم الموقر روعي فيها ما يحقق الأهداف المتوخاة ويترجم الرؤى والاستراتيجيات المرسومة. وعقب الاجتماع صدر بيان ختامي شدد على عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين دول مجلس التعاون، واستمرار التنسيق والتشاور بينها في مختلف المجالات، وفي المجال الإعلامي على وجه الخصوص. كما شدد وزراء الإعلام على أهمية الاجتماع الذي يأتي في ظل التطورات المتسارعة إقليميا، التي تحتم على دول المجلس تفعيل دور الأجهزة الإعلامية، وتنفيذ خطط تكاملية مشتركة لجعل الإعلام مسانداً رئيساَ للعمل السياسي بشكل عام. وتدارس الوزراء تطورات الأوضاع الإنسانية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من استهدافهم المدنيين والقصف المتعمد للمناطق السكنية والمرافق الطبية، وغيرها من الأماكن المحرم استهدافها في القانون الدولي واستخدام الألغام المحرمة دولياً، والحصار الجائر ضد مدينة تعز، والتعطيل المتعمد للعمليات الإغاثية للشعب اليمني الذي يعاني أوضاعا معيشية صعبة يحتاج فيها إلى المعونات الطبية والغذائية التي يرسلها بشكل دوري مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجمعيات الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية بدول المجلس، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والمؤسسة الخيرية الملكية بمملكة البحرين، والهيئة العمانية للأعمال الخيرية، والهلال الأحمر القطري، وجمعية قطر الخيرية، وجمعية عيد بن محمد الخيرية، وجمعية راف للخدمات الإنسانية، وجمعية الهلال الأحمر الكويتية، وهيئات الإغاثة الكويتية، بالإضافة إلى المنظمات الإنسانية الدولية. كما شدد الوزراء الإعلام على أهمية دور الإعلام في إبراز الجهود الإنسانية التي تهدف إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وجهود قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن وفقاً للقرارات الدولية والقانون الدولي واستجابة إلى طلب حكومته الشرعية، بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة. واستنكر وزراء الإعلام بدول المجلس تعنت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح ، وسعيها لعرقلة إعادة المشاورات السياسية التي تشرف عليها الأممالمتحدة بمتابعة حثيثة من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن الشقيق بقيادة حكومته الشرعية، استنادا إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وأدان الوزراء الاعتداءات العشوائية من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح على المناطق الجنوبية الحدودية للمملكة العربية السعودية مع الجمهورية اليمنية التي استهدفت السكان المدنيين، وتشكل جرائم حرب وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي، وبالأخص الأحكام الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وأكد وزراء الإعلام في اجتماعهم على ضرورة تحمل أجهزة الإعلام بدول المجلس مسؤولية كشف جميع الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح أمام الرأي العام العربي والدولي وفق منهجية إعلامية متنوعة الوسائل والأدوات، مع أهمية تنسيق وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي.