أثرى المشاركون في «بيت الخير» بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 30 الزوار بالمعلومات التي تمثل البيئة البحرية والمصطلحات المستخدمة. وفي المركب الراسي في ركن من أركان ساحة بيت الخير يقدم المشاركون شرحاً مفصلاً عن عملية الغوص وما يقوم به الغواص من أعمال لجمع المحار من قاع البحر تمهيداً لاستخراج اللؤلؤ، حيث كان الغواص يغوص في البحر لمدة دقيقتين ويوضع حبل به ثقل لمساعدته في الغوص بسرعة وتسمى هذه العملية ب «زيبل» بينما يربط في خصره حبل يتدلى من السفينة يسمى «السيب» ويعطي الغواص إشارة على الانتهاء لسحبه بسرعة عالية. وتبلغ مسافة الغوص من 14 إلى 20 متراً وكانت تقاس بالباع وهو من أطراف الأصابع الى الكتف وقبل نزوله تتم عملية قياس العمق بربط حبل فيه ثقل حتى يعرف الغواص المسافة وتعرف هذه المرحلة ب «البوع». ويُنزل قائد السفينة «النوخذة» أكثر من غواص وبعد خروجهم من البحر يضع كل غواص ما حصل عليه من محارات على حدة وتعطى مكافأة لأفضل غواص تسمى «قلاطه». وتربط في عنق الغواص سلة يجمع فيها المحار يطلق عليها الديين وتستغرق الرحلة البحرية قرابة أربعة شهور وعشرة أيام وتكون في الصيف نظراً لخطورة الإبحار في الشتاء وكثرة المحار في الصيف. و تسمى أماكن جمع المحار بالهير والنوخذة هو الوحيد الذي يعرف هذه الأماكن من خلال الممارسة أو الفطرة ولها مسارات وخرائط بحرية في ذهن النوخذة الذي يعرف التضاريس داخل البحر لتجنب الاصطدام بها وتسمى التضاريس العالية بالقصاصير. وعن الأكل مدة الرحلة يعتمد البحارة على التمر والقهوة والماء في الصبح والوجبة الثانية بعد العصر تسمى محمر، وهي رز مع دبس التمر لإعطاء طاقة أعلى للبحار، ويقلل العطش مع إدام من السمك الذي يصطاد من البحر. ويبلغ عدد البحارة على السفينة في الرحلة من 40 إلى 50 فرداً حسب حجم السفينة التي تسمى البوم، ولكل فرد وظيفة خاصة به ومسمى خاص منها النوخذة وهو قائد السفينة، وسكويني وهو المسؤول عن مرسى السفينة بعد إقلاعها، والغيص وهو الغواص، والمجدمي وهو نائب النوخذة والمسؤول عن كل أفراد السفينة، والسيب الذي يرفع الغواص من قاع البحر، والضيف مساعد السيب، والتباب يخدم السفينة والعاملين فيها بدون مقابل، و يعطيه الطواش مالك السفينة مايسمى حالياً بالإكرامية. وتبدأ الأهازيج بعد غروب الشمس لتسلية البحارة حتى ينام الجميع على سطح السفينة، ويقوم بهذا العمل «النهام» وهو المنشد الذي يقدم أهازيج مختلفة تتنوع بتنوع الأعمال على ظهر السفينة، حيث هناك أهازيج لسحب الشراع مثل «يالله يالله» وعند التجديف «هو يامال» ويتميز النهام بصوت شجي وجهوري وقدرته على الحفظ. وعندما تنقطع المونة داخل السفينة وهم في عرض البحر يعلق النوخذة على الدقل وهو عمود في وسط السفينة من «جلود الخراف» أسود أو بشت أسود وهي علامة تستجيب لها سفينة أخرى تسمى الراوية وهي كالبقالة المتنقلة في وسط البحر. ويقدم المعلومات للزوار عدد من كبار السن الذين مارسوا هذه المهنة ويستمتعون بنقلها لزوار بيت الخير .