دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الهجمات الوحشية التي تطال سكان الريف الشمالي لمحافظة حلب، محملاً المجتمع الدولي وموسكو ومجموعة أصدقاء سوريا مسؤولية سقوط المدنيين الأبرياء. وأكد الائتلاف في بيان أمس، أن سياسة الأرض المحروقة والسكوت عنها لن يشكل ضغطاً على السوريين للتنازل، وإنما حافزاً أكبر للاستمرار حتى تحقيق أهداف الثورة، كما لن تفضي تلك السياسة إلا لمزيد من التعقيد واستفحال الإرهاب الذي تعززه موسكو عبر تجاهلها الواضح لتنظيم داعش الإرهابي واستهدافها للمدنيين الأبرياء. وقال الائتلاف: إن «ما يشهده الريف الشمالي من جرائم حرب ضد الإنسانية وإبادة وتهجير جماعي عبر الهجمة الوحشية البربرية التي يمارسها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيين والميليشيات الأجنبية؛ يبرز من جديد وبشكل واضح طبيعة التدخل الروسي في سوريا، التدخل الذي يهدف إلى قتل المدنيين وتهجيرهم لإعادة تمكين نظام الأسد، واستثمار العملية السياسية للتغطية على تلك الجرائم، كما يضع إشارات استفهام عديدة حول الصمت المريب للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري على هذه الجرائم». وطالب الائتلاف الوطني، مجلس الأمن الدولي، بعقد جلسة طارئة لإدانة العدوان الروسي، واتخاذ الإجراءات والخطوات العملية اللازمة لوقف الجرائم المستمرة بحق الشعب السوري، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يضمن تنفيذ البندين 12 و13 ويمهد لانتقال سياسي يحقق ما أقره بيان جنيف. وأشار الائتلاف إلى أنه يتوقع من الحكومة التركية أن تفتح حدودها في أقرب وقت لاستقبال اللاجئين الفارين من إجرام موسكو والنظام، محذراً العالم من أزمة إنسانية جديدة قد تشهدها الأيام المقبلة نتيجة نزوح عشرات الآلاف من المدنيين جراء استمرار القصف، مقابل تهديد 400 ألف مدني آخرين. وأكد الائتلاف على أن روسيا تنتهج استراتيجية إرهاب دولة معلن ضد الشعب السوري لصالح السلطة الاستبدادية، ولا يمكن الاستمرار في انتظار أي تغيير من طرفها، ما يجعل قرار استمرار القتل متوقفاً على الإرادة الغائبة لباقي أطراف المجتمع الدولي، ويتابع تعليق العملية السياسية التي لا يمكن أن تبدأ في ظل هذه الجرائم اليومية. وشدد على أن الثورة السورية بدأت وحيدة دون أن تستأذن أحداً وستمضي كذلك، معتمدة على إرادة أبنائها وإيمانهم بحقوقهم ومشروعيتها، وعلى الصمود والصبر الأسطوري الذي أبداه الثوار وحيدين في مواجهة اتحاد قوى الشر.