نفت روسيا الاثنين قصف المدنيين في سوريا بعد اتهامها بشن غارة جوية على مدارس في محافظة حلب، في حين طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل من أجل وقف ما وصفه بالإجرام الروسي بحق الشعب السوري. وردا على دعوة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى وقف عمليات القصف الروسية على المدنيين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا لوكالة الصحافة الفرنسية إن "روسيا لا تقوم بعمليات ضد المدنيين". وشدد فابيوس الاثنين على ضرورة أن تضع روسياوسوريا بشكل مطلق حدا للعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين السوريين. يأتي ذلك في وقت قالت فيه رئاسة الأركان الروسية إن الطيران الروسي أغار منذ بداية السنة على 1097 هدفا "إرهابيا" في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودرعا ودير الزور والرقة، وفي منطقة العاصمة دمشق. مجزرة في الأثناء، أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما وصفها ب"المجزرة" التي نفذتها طائرات روسية صباح الاثنين بعد استهدافها ثلاث مدارس في بلدة عنجارة بريف حلب مما أدى إلى استشهاد 35 مدنيا معظمهم أطفال ومعلمون، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم حالات خطرة. وقال الائتلاف في تصريح صحفي مكتوب حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن "هذه الجريمة وغيرها من جرائم النظام وحلفائه تمثل خرقا واضحا للقرار 2254 القاضي بالوقف الفوري لأي هجمات ضد المدنيين". وطالب الائتلاف السوري المجتمع الدولي بالتحرك العاجل ضد ما سماه "الإجرام الروسي المنفلت بحق أبناء سوريا وأطفالها ونسائها وشيوخها". وقال إن "هذا السلوك المنسجم مع إرهاب الأسد منذ بدء الثورة السورية يهدف إلى كسر إرادة السوريين وتقويض الحل السياسي". وأضاف الائتلاف أن "سكوت المجتمع الدولي عن إجرام النظام وحلفائه بحق المدنيين واسترخاص دمائهم إلى هذه الدرجة هو عار وسقطة إنسانية كبيرة". دعم واعتبر الائتلاف أن عدم إعلان المجتمع الدولي عن إدانة صريحة وواضحة لما وصفه ب"العدوان الروسي"، والإحجام عن الوقوف في وجه "مجازر روسيا" بحق الشعب السوري بمثابة دعم صريح لهذا "الإجرام" وشراكة في عرقلة الحل السياسي. وفي السياق ذاته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية تلاميذ ومعلمتهم قتلوا الاثنين في غارة للطيران الروسي على مدرسة في إحدى قرى محافظة حلب، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي أكد المرصد السوري أن الغارات الجوية الروسية أسفرت خلال ثلاثة أشهر عن 2371 قتيلا يشكل المدنيون ثلثهم، فيما وصفت وزارة الدفاع الروسية مرارا هذه الاتهامات بأنها "لا أساس لها".