أكد عضو الهيئة السياسية والرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة أن أي حل للأزمة السورية يخرج عن إطار التطبيق الكامل لبيان ومبادئ جنيف لن يكون قابلا للتنفيذ، مشيرا إلى أن الائتلاف سيتبادل الآراء مع الروس خلال زيارة الوفد المرتقبة قريبا حول المعطيات على الساحة السياسية. وقال البحرة في حوار أجرته معه «عكاظ» إن الدعوة الروسية للائتلاف هي استمرار للحوار الجاري مع موسكو بعد لقاء المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي مع قادة الائتلاف مؤخرا، مشيرا إلى أن هناك متغيرات في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية نعمل لاستكشافها عن قرب.. وهنا نص الحوار: ● ماهو الجديد في الدعوة الروسية لوفد الائتلاف لزيارة موسكو؟ ●● في الواقع أن الدعوة الروسية هي استمرار للحوار الجاري مع موسكو بعد لقاء المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط مع قادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مؤخرا. وكما تعلمون أن هناك متغيرات في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية ونحن نعمل حاليا للإعداد لأجندة زيارة وفد الائتلاف الى موسكو لاستكشاف الموقف الروسي عن قرب. ● هل تم تحديد موعد الزيارة؟ ●● كما ذكرت نحن نعمل في هذا الاطار ونتوقع ان تتم الزيارة منتصف الشهر الحالي. وأؤكد أن وفد الائتلاف ليس ذاهبا لحضور مؤتمر بموسكو، ولكنه ذاهب للقاء القيادة الروسية بناء على دعوة والاستماع منها حيال الرؤية حيال الأزمة السورية في ضوء المتغيرات الذي يشهده الملف السوري. ● هل لدى الائتلاف أي توجه لقبول أي مقترحات وأفكار جديدة لحل الأزمة؟ ●● نحن نؤكد أن أي حل للأزمة السورية يخرج عن إطار التطبيق الكامل لبيان ومبادئ جنيف لن يكون قابلا للتنفيذ، ولكن نحن سنتبادل الآراء مع الروس حول المعطيات على الساحة السياسية. ومبادئ جنيف هي أساس أي حل للأزمة السورية. نحن نشعر أن هناك حراكا سياسيا حيال حل الأزمة السورية ونأمل أن يحقق هذا الحراك تطلعات الشعب السوري وإنهاء معاناته مع النظام الأسدي البربري الذي أهلك الحرث والنسل السوري. وأعتقد أن وثيقة بروكسل التي تم التوقيع عليها بين الاتئلاف وهيئة التنسيق تحمل أهمية كبرى كون الطرفين توصلا إلى خارطة طريق لإنقاذ سورية تضم المبادئ الأساسية للتسوية السياسية، كما أن الوثيقة تدعو إلى تنفيذ «بيان جنيف» بدءا بتشكيل «هيئة الحكم الانتقالية» التي تمارس كامل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بما فيها كافة سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن بما يفضي إلى تغيير النظام السياسي الحالي بشكل جذري وشامل، ويشمل ذلك رأس النظام وكافة رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية. ● ماذا عن ما يسمي بالمبادرة الإيرانية المعدلة التي تسوق لها إيران حاليا لحل الأزمة السورية؟ ●● فيما يتعلق بالمبادرة الإيرانية المعدلة نحن سمعنا بها. ولم نتسلم أي شيء بشكل رسمي وإذا كان لدى الإيرانيين أي مبادرة، فعليهم أن يسلموها للأمين العام للأمم المتحدة لكي تأخد إطارها الرسمي ونرد عليها رسميا. ونحن نرى أن على إيران الالتزام بسحب كافة الميليشيات المدعومة من قبلها في سورية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودون تطبيق ذلك من قبل إيران، لا يمكن الوثوق بنواياها تجاه الشعب السوري وتجاه دول الجوار وشعوبها بدءا بقبولها لبيان جنيف ووصولا لتحقيق تطلعات الشعب السوري لنيل الحرية والكرامة. ● كيف تنظرون للحرب التركية ضد تنظيم داعش داخل سورية؟ ●● نحن نعتبر ذلك خطوة جدية وجيدة في إطار موقعها ضمن التحالف الدولي لضرب إرهاب داعش، ولكن الخطر الداهم ليس فقط خطر تنظيم داعش الذي نعتبره كالسرطان المنتشر ولكن علينا العمل لاجتثاث جسد السرطان الرئيسي وهو النظام الأسدي والمعالجة الجذرية للأسباب التي أدت إلى تمدد إرهاب داعش في سوريا والسعي لضرب النظام الأسدي الداعم الرئيسي للإرهاب والذي أدى لنمو التطرف والتشدد. لقد عمد النظام الأسدي القتل والتدمير والتهجير وجرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بدعم الميليشيات الطائفية التي جلبها، وقوى الإرهاب العابر للحدود وفي مقدمتها تنظيم «داعش» ونحن نعتقد أن علينا مواجهة الإرهاب عبر جهد ورؤية مشتركة تعمل على اجتثاث المقومات الداعمة للإرهاب وهو النظام السوري وفي نفس الوقت تكريس الجهود لكسر ظهر داعش. ونحن أعربنا عن إدانة الأعمال الإرهاب التي يقوم بها تنظيم «داعش» وحزب الله الإرهابي والميليشيات الطائفية والتدخل العسكري الإيراني إلى جانب النظام الأسدي، ونؤكد التزامنا بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. ● شهدت المملكة عملية إرهابية في أبها في تفجير آثم.. كيف تنظرون إلى هذه الجريمة؟ ●● نحن ندين بأشد العبارات العملية الإرهابية المؤسفة التي وقعت مؤخرا في أبها. إن تلك الأعمال الإرهابية التي يذهب ضحيتها الأبرياء تبرز تماما ضرورة العمل الجاد لاجتثاث الارهاب من جذوره. ونحن مع المملكة في خندق واحد ونعمل معها من أجل دعم الجهود لمواجهة وهزيمة الإرهابيين. ونشاطر الشعب السعودي أحزانه وندعم جميع الاجراءات التي اتخذتها المملكة للحفاظ على أمنها واستقرارها وأجدها فرصة لكي أشيد بالدعم منقطع النظير الذي تحظى به الأزمة السورية وحرص المملكة على حصول الشعب السوري على حريته وكرامته والعمل بجدية لدعم مبادئ جنيف، وبذل كافة الجهود لإنقاذ سوريا.