يملأ المتحدثون والمحللون الفضاء الإعلامي ضجيجا حول وجود مسلحين في سوريا ويصمون نشاطهم بالارهاب. ولكن المحللين والمتحدثين لا يرون جرائم نظام الأسد ورعاته في طهرانوموسكو، وتعمى أعينهم عن المجارز الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه ميليشيات الأسد وطهران في سوريا وتنظيف قرى عديدة وأحياء من سكانها إما قتلا أو اختطافا واعتقالا وتهجيرا لسكانها في تطبيق وحشي لبرنامج التطهير العرقي والطائفي بدعم من موسكو وبحمايتها. وتصب القوى الغربية العظمى في المسألة السورية كميات كثيفة من النفاق والرياء، فهي قد تخلت عن شعارات حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب في القضية السورية، مثلما تخلت عنها في القضية الفلسطينية، ما يعني أن إسرائيل تتحالف مع طهران وتمنع أية مساعدة دولية للشعب السوري وانقاذه من حرب الإبادة في وطنه. كما تمنع، كما يبدو، أية خطوة عملية ضد الآلة العسكرية الوحشية لنظام الأسد، وأية خطوة دولية لمنع تدفق الأسلحة الفتاكة على نظام الأسد من قبل طهرانوموسكو، وأية خطوة دولية لمنع إيران من إرسال فرق الحرس الثوري الإيرانية واللبنانية والعراقية إلى سوريا لمساندة نظام الأسد. إذ تؤكد المعارضة السورية أنها رصدت اتصالات بين فرق الحرس الثوري في سوريا، كما أسرت أفرادا تابعين للحرس الإيراني. وهذه الفرق الإيرانية تدير جيش الأسد وتهاجم مناطق مدنية. ما يعني أن المناطق التي لا تزال تحت سيطرة نظام الأسد تخضع لإحتلال أجنبي إيراني. وتحارب المعارضة السورية على جبهتين، جبهة عسكرية داخلية في مواجهة قوى أسدية وميليشيات إيرانية، وجبهة خارجية هي تحالف إيراني روسي يمارس كافة فنون السمسرة والترغيب والترهيب والمراوغات في المجتمع الدولي. وقد طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ معاذ الخطيب، المجتمع الدولي، منع طهرانوموسكو من تزويد نظام الأسد بالأسلحة الفتاكة، إن كان هذا المجتمع يمنع تزويد السوريين بالسلاح ويمتنع عن القيام بمهمة أخلاقية لإنقاذ شعب أعزل يتعرض لهجمة وحشية بكافة أنواع الأسلحة بدءا بالدبابات والصواريخ والمروحيات والمقاتلات وأخيرا بصواريخ سكود العشوائية المدمرة لمساحات واسعة من المدن ولا تميز بين مواقع عسكرية أو منازل مدنية. وواضح أن طهرانوموسكو نصحتا نظام الأسد باستخدام صواريخ سكود بعد أن تأكدتا من تقاعس المجتمع الدولي وعجزه عن انقاذ السوريين، بإرادة روسية إيرانية إسرائيلية.