كلما ارتقى شهيدٌ في ميدان الواجب؛ بات أنجاله محلَّ اهتمام السعوديين مسؤولين ومواطنين. وجلس أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر، في عزاء وكيل الرقيب، فيصل القيسي، وإلى جواره الطفل سلطان النجل الوحيد للشهيد. واستُشهِدَ القيسي، المتحدِّر من قرية دحيمة التابعة لمركز السهي في محافظة صامطة، مساء أمس الأول أثناء مواجهاتٍ في محافظة الدرب مع مروِّجين للمخدرات «أفارقة». وقبل استشهاده بساعات؛ هاتف أخاه معبر، معلِّم الرياضيات، وأوصاه بوالدتهما وبتسجيل الطفل سلطان في الروضة. وأبلغ معبر "الشرق" بقوله "أخبرني في التاسعة من مساء الأربعاء بأن لديه مداهمة خطيرة لوكر مجموعةٍ من مروجي المخدرات وأوصاني بتسجيل نجله في الروضة والعناية بوالدتنا التي كان مرتبطاً بها بشدَّة". وفي عزاء القيسي؛ بكى الطفل البراء حزناً على عمِّه، واستقبلت الأسرة التعازي من القيادة والمواطنين. ووفقاً لمعبر؛ كان أخوه يجمع بين الرفق بأطفال العائلة والإقدام والشجاعة في عمله في مكافحة المخدرات "ما عرَّضه إلى عددٍ من الإصابات خلال المداهمات". ووصفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في جازان الشهيد بأنه "كان من رجال المكافحة المخلصين الذين سبق أن قاموا بعمليات مهمة في القبض على مهربين وضبط عمليات تهريب مخدرات". إلى ذلك؛ زار وفدٌ من جمعية الكشافة السعودية أمس الأول عدداً من منازل شهداء الواجب المتحدرين من محافظة محايل عسير، والتقى ذويهم خصوصاً الأطفال. واعتبر نائب رئيس الجمعية، الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد، هذه الزيارات عرفاناً لما قدمه الشهداء من تضحياتٍ ستبقى راسخةً في الأذهان. وعدَّ الزيارات واجباً كشفياً وطنياً، وأشار إلى اعتماد الكشافة في ممارساتها على عدة محاور أهمها التأكيد على الجوانب الإنسانية وتقوية الروابط مع المجتمع وتعزيز شعور كل مواطن بانتمائه إلى وطنه. وفي حائل؛ أدى مسؤولون ومواطنون صلاة الجنازة بعد ظهر أمس على النقيب خالد بن صالح العليقي. واستُشهِد العليقي أثناء أداء مهامه في الحد الجنوبي في نجران. ونقل وكيل إمارة المنطقة، الدكتور سعود بن حمود البقمي، إلى أسرة الشهيد تعازي القيادة. وعبرت الأسرة عن اعتزازها بالشهيد، وأبدى أفرادها استعدادهم للانضمام إلى الجنود على الجبهات.