سجلت خروقات محدودة أمس لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء في اليمن، مع دخول مباحثات السلام بين طرفي النزاع يومها الثاني في سويسرا برعاية الأممالمتحدة. وتركزت الخروقات في محافظة تعز الاستراتيجية في جنوب غرب اليمن. وقال العميد العسيري «إن الاختراقات للهدنة بدأت من جانب الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح منذ الساعات الأولى لإعلان الهدنة»، مؤكداً أن قيادة التحالف ترصد هذا النوع من الاختراقات وتم الرد عليها. ولفت الانتباه إلى أن الاختراقات كانت على الحدود السعودية وفي داخل الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أنه تم إعداد تقرير بذلك، وأحيطت الأممالمتحدة والدول المعنية برعاية المباحثات في جنيف. وأضاف أن قيادة التحالف تعي بأن هذه المرحلة مهمة وخطيرة لإيجاد حل سلمي، ولكن لديها التزام عسكري بأنه إذا حدث خروقات فسيتم الرد عليها. وعن مراحل عملية إعادة الأمل، أوضح العميد العسيري أن العملية تشتمل على ثلاثة مناحٍ عسكرية وسياسية وإغاثية، ففي الجانب العسكري أنجزت أهداف كبيرة، وفي الجانب السياسي يتضح ذلك من خلال وجود الحكومة اليمنية في عدن وإدارة أمور البلاد، وفيما يخص الجانبين الإغاثي والإنساني يتضح من خلال الجهود الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة كما نشرت الأممالمتحدة تقريراً عن وصول كميات كبيرة من المواد الإغاثية. وأكد العميد العسيري في ختام تصريحه أن قيادة التحالف ترى أن الهدف الإستراتيجي يرتكز حول أمن وسلامة اليمن بشكل أساسي بعيداً عن الأهداف المرحلية. وقال مصدر عسكري موالٍ للحكومة إن «المتمردين قصفوا أحياءً سكنية في تعز، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين» أمس، متهماً الحوثيين بأنهم «خرقوا الهدنة». وأكدت المصادر أن طائرات التحالف «حلقت فوق هذه القطاعات دون أن تنفذ ضربات جوية». إلى ذلك، سجلت اشتباكات متقطعة في محافظة مأرب شرق صنعاء. وبدأ سريان وقف إطلاق النار الثلاثاء تزامناً مع انطلاق المباحثات بين طرفي النزاع، الذي أودى بالآلاف خلال أشهر. ومن المقرر أن تستمر الهدنة سبعة أيام، وهي قابلة للتمديد في حال التزام الأطراف المعنيين بها. من جهة أخرى، نقلت مصادر دبوماسية حول مجريات المباحثات في سويسرا بين وفد الشرعية الممثل للحكومة اليمنية ووفد الحوثيين وحزب صالح برعاية الأممالمتحدة، أن المباحاثات التي دارت أمس في الجلسة الثانية ركزت على ملف المعتقلين، ووقف إطلاق النار بشكل نهائي في جميع الجبهات. وأفادت المصادر «بأن وفد الحوثيين يرفض الإفراج عن السجناء السياسيين والحقوقيين المعتقلين لديهم، واشترطوا وقف إطلاق النار نهائي». وتابعت المصادر: أن وفد الحكومة الشرعية أبدى استعداده للإفراج عن جميع المعتقلين، الذين في قبضة قوات الشرعية، لكن وقف إطلاق النار لن تلتزم به الحكومة بشكل نهائي إلا بعد أن تطبيق القرار 2216 الذي يرفض الحوثيين وصالح تنفيذه بشكل كامل. ويمكن أن يكون الحل الوسط في إطلاق صراح جميع المعتقلين من الطرفين دون قيد أو شرط يفرضه طرف على الآخر. وأضافت المصادر أن وفد الحكومة لايزال مصراً على مسألة فك الحصار عن مدينة تعز والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة لدخول منظمات دولية تعمل في مجال المساعدات الطبية؛ خصوصاً مع انقطاع تام للأوكسجين من كل مستشفيات المدينة، حيث أعلنت اللجنة الطبية بتعز عن وصول حالات وفاة وأخرى في حالة موت سريري بسبب انعدام مادة «الأوكسجين» في غرف العمليات بالمدينة.