رغم إعلان التزامهم بالهدنة الإنسانية التي دعت إليها الرئاسة اليمنية، وتعهدهم باحترامها، أقدم المتمردون الحوثيون على خرق وقف إطلاق النار، بعد ساعات من دخول الهدنة الإنسانية. وأشارت مصادر يمنية إلى أن المتمردين واصلوا قصف مدينة تعز، تزامنا مع دخول الهدنة حيّز التنفيذ، وذلك مع انطلاق المفاوضات بين وفد الحكومة اليمنية ووفد يمثل الحوثيين في سويسرا. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن قوات الانقلابيين شنت قصفا عشوائيا كثيفا طال عددا من أحياء محافظة تعز، إذ استهدفت بصاروخ منطقة الدمنة في محافظة تعز. خروقات متكررة أضاف المركز أن اشتباكات عنيفة وقعت في مديرية صرواح، التابعة لمحافظة مأرب، وسط اليمن، وأن اشتباكات عنيفة جدا وقعت في مركز المديرية، مشيرا إلى أن الحوثيين يحاولون استغلال هذه الهدنة للتقدّم والحصول على إمدادات، وإعادة ترتيب أوضاعهم.وتابع قائلا، إن الطرفين تبادلا إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة، لافتا إلى أن قوات المقاومة الشعبية استطاعت أن تصد هجوما مباغتا لقوات الحوثيين والمخلوع صالح في شمال مأرب. وكشف المركز أن الانقلابيين منوا بخسائر كبيرة، جراء المواجهات، وأن حصيلة قتلاهم بلغت أكثر من 24 قتيلا و30 جريحا، كاشفا أن عشرات آخرين اضطروا للهرب، فيما سلم آخرون أنفسهم لعناصر المقاومة. محاولة استغلال الهدنة قال المحلل السياسي سالم الزايدي إن تصرفات الانقلابيين الحوثيين كانت متوقعة ولم تفاجئ أحدا، مشيرا إلى أن من عادتهم عدم الوفاء بأي التزام، وأنهم في مرات كثيرة قدموا عدة تعهدات ولم يفوا بأي منها. وأضاف "الانقلابيون كعادتهم يحاولون استغلال الهدنة الإنسانية لتحسين مواقعهم القتالية، ولن يلتزموا بأي تعهد، لأنهم لا يبالون أصلا بمعاناة السكان المدنيين، ويريدون إطالة أمد الأزمة بكل ما أوتوا من قوة، لذلك نطالب قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، بعدم الركون إلى تلك الهدنة، حتى لا تضيع الانتصارات العسكرية التي تحققت خلال الفترة الماضية، وأن يستأنفوا عملياتهم فورا". واستطرد "الانقلابيون وجدوا أن الهدنة تمثل بالنسبة لهم فرصة سانحة للانقضاض على المدنيين، ومواصلة اعتداءاتهم، لكن حسنا فعل الثوار عندما ردوا على اعتداءات الميليشيات بحسم أرغمهم على التراجع والانكسار، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تنفع مع تلك الجماعة المتمردة".