عندما يلتقي الأهلي والفيصلي فإن أمراً غير الثلاث النقاط عند الأهلاويين غير مقبول، وعند الفيصلاويين هو أمر غير إثبات الحضور الفني وتأكيد جدارته بمقارعة الكبار، وإخراجهم هو الآخر غير مقبول، فارق النقطة الواحدة مع المتصدر يجب ألا يتسع، ولا ينسى الأهلاويون أن الفيصلي كان أحد الأسباب التي تستحضرها الذاكرة في فقدانهم دوري عبداللطيف جميل في الموسم الماضي، عندما استطاع على نفس الملعب أن يتقدم عليهم في النتيجة قبل أن يدركوه في اللحظات الأخيرة، لتنتهي المواجهة بتعادل كان طعمه عندهم كالخسارة. تقول قصة بطولات الدوري في العالم وفي دورينا، إن جني النقاط من الفرق المتوسطة عامل مهم ورئيس لكسب البطولة. الفيصلي الفريق المُحترم يُثبت في كل موسم أن لديه ما يقوله، ويثبت أيضاً حسن خيارات إدارته في استقطاب اللاعبين والمدربين، إلا أنه يشهد تذبذباً في بعض مستويات لاعبيه، ويعيبه كثيراً تراجع طموحاتهم في ملعب كالجوهرة وفي ظل حضور جماهيري متوقع ووسط تغطية إعلامية فاخرة ومع فريق كبير، عوامل تجعل أي لاعب كرة قدم في حضور ذهني جيد. الأهلاويون وبعد ديربي العروس وبعد حضور رمزهم إلى التدريبات وحديثه معهم وعرضه بعض التجارب ولقائه بالسويسري العجوز، تبدو أمورهم أكثر استقراراً وأكثر إيجابية، ويبقى ترجمة كل ذلك على أرض الواقع بما لا يسمح بأي مفاجأة. جولة أخرى مثيرة، وفيها يبدو الوصيف والمتصدر في اختبارين قويين أمام الفيصلي والشباب، لكنهما أكثر تأهيلاً في تجاوزهما والإبقاء على فارق النقطة، في انتظار مواجهتهما المفصلية، في الجولة ما بعد القادمة . ينتظر الأهلاويون مدرجهم ليُعبر لهم عن امتنانه وشكره ووفائه، الذي عُرف به عرفاناً بالمستويات الفنية الكبيرة التي يقدمها، واحتراماً للأرقام القياسية غير المسبوقة ببقائه دون خسارة لإحدى وأربعين مباراة فيصلي حرمه من صيد ثمين في الجوهرة لكنه صعب، وهي مواجهة تؤكد على تطور ثقافة لاعبي الأهلي في الاستفادة من دروس الماضي بعدم التفريط في النقاط، وهي مناسبة لتأكيد رغبتهم في بطولة دوري عبد اللطيف جميل هذا العام.