أعلنت أمانة الأحساء وبلدية حفر الباطن اتخاذ كافَّة إجراءات التعامل مع الأمطار وسحب تجمُّعات المياه من الشوارع، في وقتٍ أطلقت لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة اسم «سابغة» على الحالة المطرية الحالية. وأكد أمين اللجنة، صلاح الزعاقي، اتسام الحالة «سابغة» بقوتها وغزارتها واتساعها الجغرافي وامتدادها الزمني. وتوقَّع تأثيرها على مناطق شاسعة في المملكة ودول الخليج العربي والعراق، علماً أنها بدأت الأحد الماضي وسط ترجيحاتٍ باستمرارها حتى يوم غدٍ الخميس. ووفقاً للجنة؛ سيشمل التأثير الحدود الشمالية، والجوف، وحائل، والقصيم، والرياض، والشرقية، وربَّما أجزاء من غرب وجنوب غرب المملكة، إضافةً إلى كافة دول الخليج العربي. وعرَّف الزعاقي «سابغة» بأنها «تموضع أخدود علوي بارد في وضعية نادرة الحدوث مُمتدّاً من شرق الخليج العربي حتى وسط المملكة، ومصحوباً بتحرك التيار النفَّاث شبه المداري جنوباً حتى منتصف البلاد، مترافقاً مع تمدُّد منخفض السودان شمالاً، وهو ما يَمُدُّ المنطقة بكتلة هوائية مدارية دافئة ورطبة ينتج عنها عدم استقرارٍ لهذه الحالة المطرية». في غضون ذلك؛ استنفرت أمانة الأحساء أمس آلياتها لسحب تجمعات الأمطار في أماكن متفرقة من المحافظة لم تصل شبكة التصريف إليها. وأفاد أمين الأحساء، المهندس عادل الملحم، بتحديد مركز قيادةٍ لفريق العمل في الأمانة ورقمٍ مباشرٍ (940) كنقطةٍ رئيسة لتلقِّي البلاغات وتوجيهها إلى الإدارات المشارِكة «مع تدعيم ذلك باستخدام وسائل التقنية الحديثة للتواصل بين العاملين». وأشار الأمين إلى العمل على تسيير صهاريج سحب مياه الأمطار إلى المدن والبلدات والطرقات، تزامناً مع نشر المضخَّات الأرضية المتنقلة وتجهيز الآليات والمعدات الخاصة لخدمة المواقع غير المخدومة بشبكة التصريف، مبرِزاً التنسيق مع إدارة الدفاع المدني لحصر بلاغات الطوارئ والتعامل معها مباشرةً حسب درجات الأولوية في الأهمية. ووفقاً للملحم؛ شهِدت الأيام القليلة الماضية عقد عدة اجتماعاتٍ ضمَّت وكلاء الأمانة ورؤساء البلديات الفرعية ومديري الإدارات بهدف مناقشة الاستعدادات لموسم الأمطار واستنفار الجهود المشترَكة بالتنسيق مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة وغيرها من القطاعات الأخرى خدمةً للمواطن. ولم تكن شوارع الأحساء هي الموقع الوحيد الذي غمرته الأمطار؛ إذ تجمَّعت المياه في أفنية عددٍ من مدارس البنين والبنات. وتحوَّل الطريق المؤدي إلى مدرسة الرميلة الثانوية للبنات في المحافظة إلى طريق طيني بالكامل كونه غير معبَّد بالأسفلت، ما تسبَّب في وصول الحافلات والسيارات الخاصة بصعوبةٍ إلى المبنى، بحسب عبدالله بن عبدالمحسن اللويم (مواطن). بدورها؛ وزَّعت بلدية محافظة حفر الباطن فرق المشرفين والمراقبين والعمالة على قنوات التصريف ومواقع التجمعات المائية لتنظيف القنوات من أي عوائق تجرفُها المياه. ولفت رئيس بلدية المحافظة، نايف بن مناحي بن سعيدان، إلى وجود الفرق الميدانية عند مواقع تجمُّعات المياه وعلى المحاور الرئيسة لقنوات تصريف السيول وفق الخطة المُعدَّة مسبقاً وبعددٍ وصل إلى نحو 150 عاملاً و60 آلية ومُعدَّة بمشاركة جميع إدارات البلدية الميدانية ودعمٍ من إدارة الدفاع المدني والجهات الحكومية الأخرى. وكشف ابن سعيدان عن تلقِّي هاتف طوارئ البلدية الذي يعمل على مدار الساعة أكثر من 130 بلاغاً مُرِّرَت إلى الإدارات المختصة، في وقتٍ أسهمت المعدَّات في سحب المياه القريبة من بعض المنازل التي طلبت المساعدة. في سياقٍ متصل؛ تلقَّت غرف عمليات هيئة الهلال الأحمر في الشرقية أكثر من 50 بلاغاً «خلال الساعات ال 12 الماضية»، بينها 13 بلاغاً عن حوادث انقلاب سيارات. ووصل عدد الحالات التي قُدِّمَت لها الخدمة الطبية الإسعافية على إثر البلاغات إلى 52 حالة بينها 3 وفيَّات. ودعا المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر في المنطقة، فهد الغامدي، المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بقواعد السلامة المرورية للحفاظ على سلامتهم من الحوادث خاصةً عند هطول الأمطار الغزيرة، ونبَّه إلى وجوب القيادة بحذر شديد على الطرق السريعة، والابتعاد عن الأماكن الخطرة كمجاري السيول وتجمعات المياه، وعدم التجمهر حول الحوادث لإفساح المجال أمام الفرق الإسعافية.