أجمع عدد من المعارضين السوريين الذين التقتهم «الشرق» على هامش مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس، بثقتهم بأن ما يُطرح من تضمين مقاطع الفيديو مع التقارير الإعلامية المرئية، باتت إحدى أهم قوى مواجهة نظام الأسد، كونها تعمل على إظهار وكشف ما يرغب إخفاءه. وأجمعوا في نهاية المطاف أن الثورة السورية حولت الشعب السوري إلى إعلاميين ومراسلي أنباء، ولعب من هذا المنطلق عامل الوقت بزيادة الإقبال على امتهان هذا الأمر لإظهار الحقيقة لوسائل الإعلام خصوصاً المؤثرة منها. ولاقت تلك المقاطع المصورة احتراماً لما تُظهر من حقيقة، وهو ما أسهم في حشد الرأي العام العالمي ضد النظام، لمصداقية ما يُنقل فيها، دون تحريف، وكانت ذات مسؤولية حتى أصبحت مصدرا لوسائل إعلامٍ لها وزنها وثقلها الإعلامي. واعتبروها أمراً من أكثر ما أرهق أجهزة النظام، حيث تقود هذه المقاطع، حرباً ضروساً ضد نظام دمشق، عبر تعرية فظائعه اليومية للرأي العام العالمي. وبدا الرئيس الأسد قادراً على مواصلة إحكام سيطرته على وسائل إعلامه، بدليل «البهرجة الإعلامية» التي يعمل عليها إعلام السُلطة، من حيث إبراز وتسليط الضوء بشكل أكبر على دستور مأزق الأسد، وكان ما قاله خلال إدلائه بصوته، عن أن ما يتعرض له البلد لا يتجاوز كونه حرباً إعلامية،مؤكداً أنه المنتصر، أو كما قال «نحن على الأرض أقوى»، مناقضاً في ذات الوقت رؤيته التي تضع سوريا ضحية إعلامٍ ليس أكثر. واستطاع تحويل تصريحاته التي أدلى بها خلال تصويته على الدستور، بينما شلال الدم السوري لا يزال متواصلاً، تجاه الإعلام على النقيضين – الموالي له والمعارض – محاولاً مواجهة ما يُنقل بالصوت والصورة من استباحةٍ للشعب السوري بالتبسيط والتقليل، مما يضعف مصداقية ما ينقل على أرض الواقع، وفق رؤيته بالطبع، في محاولة للتمسّك في جسد نظام بات منتهياً بمعنى الشرعية السياسية على أقل تقدير. فقد دفع النظام السوري الثمن غاليا من وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة، حيث إن هذه التكنولوجيا جعلت الكثير من السوريين مراسلي إثبات لما يدور على الأرض، من قتل وحصار وتدميرٍ للمنازل، وهو ما أرهق مصداقية النظام وأثقل كاهله، على الرغم من تحويل جميع الوسائل الإعلامية الرسمية السورية وسائل للنفي وتزييف الواقع. واتجهت وسائل الإعلام الكُبرى العربية والدولية، والتي تواجه إعلام نظام الأسد، للاعتماد على أشخاصٍ يسعون لإثبات الحقيقة ولو بوسيلةٍ لا ترتقي إلى ما يبث في تلك الفضائيات من حيث جودة التصوير، نظراً لبدائية الوسائل، وعدم خبرة الأشخاص الذين يحرصون على التثبيت صوتاً وصورة والظروف الصعبة التي يعملون فيها، وأخذت بعض الوسائل الإعلامية تعتمد تقارير تحوي تعريف من يقوم بالتصوير لاسمه وصورته دون خشية في نهاية التقرير الذي يصور غالباً بهواتف محمولة.