غيب الموت صباح الثلاثاء الكاتب والمؤرخ البحريني خالد حمد سليمان البسام؛ حيث فقدت به البحرين أحد أهم كتابها وأعمدتها المتميزين، ويعتبر البسام واحداً من الرعيل الأول للعمل الروائي والصحفي في مملكة البحرين. وشارك في تأسيس ورئاسة تحرير عديد من الإصدارات، وأسهم بمؤلفاته وأعماله في نهضتها والتعبير عن قضاياها والدفاع عنها. من جهتها، أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار البحرينية الشيخة مي آل خليفة، أن الذي وافته المنية يوم أمس الثلاثاء، تشهد له سيرته التي تشكل ركناً من أركان المشهد الأدبي للمملكة، وقالت: "هذا العمر الذي منحه خالد البسام للثقافة، والكتابة والأدب سيبقى رغم الغياب. كما قالت إن البحرين وفية لهؤلاء الذين يرسمون ملامح الوطن في إبداعاتهم وأعمالهم. وكاتبنا الحاضر الغائب صنع ذلك مؤمنا بقيمة الكلمة وجمالها وقدرتها على التواصل الإنساني والحضاري مع الآخر". وأشارت مي آل خليفة إلى أن الثقافة تعمل دائما على تعزيز أثر الفنانين والمبدعين والأدباء وإعطائهم وذاكرتهم ما يستحقون، مؤكدة أن الثقافة تعتني بذاكرة المثقفين كما تعتني بتفاصيل المكان والعمران. من جهته، قال وزير شؤون الإعلام ومجلسي النواب والشورى البحريني عيسى الحمادي ، إن الكاتب والأديب خالد البسام الذي غيبه الموت صباح اليوم؛ حيث فقدت به البحرين أحد أهم كتابها وأعمدتها المتميزين. وقال الحمادي إن البحرين عامة وأسرة الجماعة الأدبية والصحفية بشكل خاص إذ تنعي ببالغ الحزن والأسى فقيدها الراحل ومصابها الجلل لرفقائه وأصدقائه وتلامذته، فإنها تحتسب عند الله عز وجل سيرته العملية والحياتية الحافلة، خاصة أنه كان واحدا من الذين أثروا بآرائهم ومواقفهم الساحة الثقافية، مشيدا بحجم العطاء الذي قدمه الراحل، وكان سببا في تلك المكانة التي احتلتها البحرين على صعيد العمل الثقافي والأدبي والإعلامي في المنطقة. وذكر الوزير أن الراحل كانت له إسهاماته العديدة في تنمية الاهتمام بالشأن الثقافي عامة داخل المملكة وخارجها، وذلك بالنظر لحجم المؤلفات التي صنفها وتنوعها، وشملت المجالات الثقافية والأدبية والإعلامية والصحفية، فضلا عن التاريخية التي كان له فيها باع كبير، سيما بعد أن ذاع صيتها، وبلغت شهرتها الآفاق، وكانت موضعا للاحتفاء من قبل الأوساط المتخصصة؛ حيث حصل كتاباه "خليج الحكايات" عام 1993، و"صدمة الاحتكاك" عام 1998، على شهادة أكثر الكتب انتشاراً في بريطانيا حسب تقييم الصحف العربية في لندن. وأضاف أن الراحل وبحكم تجربته الثرية الطويلة يمثل نموذجا وتجربة فريدة تعكس مدى التطور الذي شهدته الحركة الثقافية والأدبية والصحفية في المملكة، خاصة بالنظر إلى سيرته العطرة وسجله الحافل منذ أن بدأ العمل في ميدان الكتابة الصحفية عام 1981، وفي عديد من الصحف والمجلات في البحرين ومنطقة الخليج، وصلت لرئاسة تحرير مجلة "هنا البحرين" الأسبوعية، وإنجازه الرائع والخاص بتاريخ رواد الصحافة البحرينية المتكون من خمسة كتب بتكليف من وزارة الإعلام البحرينية، فضلا بالطبع عن إسهامه الكبير في مجال العمل الأدبي والتأليف الروائي والقصصي. الجدير بالذكر أن الكاتب البحريني خالد البسام له أكثر من 32 كتاباً في التاريخ والأدب والصحافة، وقد تم تكريمه بجائزة دول مجلس التعاون في الإبداع يوم 15 أكتوبر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة إلى جانب الإعلامية بروين حبيب والفنان التشكيلي عدنان الراشد، كما قامت مؤسسة "خوجه" الثقافية السعودية في مدينة جدة بتكريمه في العام 2014 على مجمل أعماله وكتبه التاريخية والأدبية. وعمل البسام كاتبا وصحافيا في عديد من الصحف والمجلات في البحرين ومنطقة الخليج منذ العام 1981م، وتسلم عديداً من الجوائز الأخرى مثل: المركز الأول في استفتاء كتاب الأعمدة المفضلين في الصحافة البحرينية عام 1999م. كذلك حصل كتاباه "خليج الحكايات" العام 1993م و"صدمة الاحتكاك" العام 1998م على شهادة أكثر الكتب انتشاراً في بريطانيا حسب تقييم الصحف العربية في لندن. وأصدر البسام مجموعة كبيرة من المؤلفات في تاريخ البحرين والخليج والعالم العربي منها: تلك الأيام، رجال في جزائر اللؤلؤ، القوافل، خليج الحكايات، مرفأ الذكريات، صدمة الاحتكاك، حكايات من البحرين، نسوان زمان، يا زمان الخليج، كلنا فداك، ثرثرة فوق دجلة، يوميات المنفي، والنجدي الطيب.