دعا الكاتب والمؤرخ البحريني خالد بن حمد البسام الحكومات الخليجية لدعم الباحثين والأدباء وإيجاد مؤسسات ثقافية كبرى. جاء ذلك خلال تكريمه البارحة في اثنينية عبدالمقصود خوجة. وقال البسام «مع الأسف أن هناك دولا في الخليج العربي غنية ولا توجد فيها مؤسسات ثقافية كبرى تدعم التاريخ والمؤرخين والأدباء والمثقفين سواء ماديا أو معنويا». وطالب بضرورة استحداث جوائز وحوافز للبحث عن التاريخ الخليجي في المكتبات العالمية التي انطلق هو منها وبالتحديد المكتبة البريطانية التي كانت بدايته مع التاريخ حسب قوله. وأضاف: وجدت وثائق تاريخية عظيمة عن البحرين والجزيرة العربية والخليج العربي في المكتبة البريطانية، حيث استطعت أن اكتب عن بعضها ولكنها تحتاج إلى تدخل الدول الخليجية بدعم المؤرخين للبحث بأرشيفات المكتبات العالمية لأن تاريخنا للأسف مؤرشف خارج الخليج العربي وتحديدا في فرنسا وبريطانيا، مشيراً إلى أن هناك أجزاء هامة من التاريخ الخليجي مغيبة عن تاريخنا. وناشد بضرورة إنشاء دور نشر كبرى في الخليج لأن أشهر الناشرين حاليا هم اللبنانيون الذين احتكروا السوق إن صح التعبير، وحولوه من بيئة ثقافية وأدبية إلى مؤسسات ربحية تهتم بالمادة فقط. واستعرض عددا من نماذج الكتب المتواجدة حاليا في الساحة منتقدا كتابها بتمجيد الأنا فيها بعيدا عن التاريخ والتوثيق. وقدم شكره في نهاية كلمته لراعي الاثنينية وقال: اشعر بالفخر والاعتزاز والإحساس بان هناك أشخاص نبلاء ما زالوا يحتفون بالثقافة والأدب والتاريخ. من جهته رحب عبدالمقصود خوجه بالضيف مشيدا به كأحد ابرز المؤرخين العرب لتاريخ الخليج، وقال: البسام سعودي المولد بحريني الهوى فهو أديب ومؤرخ ومترجم وناقد وصحافي. وأضاف: البسام احد الأدباء المحترفين للكتابة بلغة بسيطة وشيقة بعيدا عن التعقيدات الكتابية والمصطلحات والألفاظ غير المفهومة انه مثقف موضوعي ومعلوماتي دقيق. وابدى الكاتب والناقد عبدالله مناع سعادته بالحديث عن قامة أدبية عربية وقال: البسام كتب للتاريخ وجاء من بحرين الثقافة والأدب، اشتغل البسام واجتهد حتى أضحى أحد الأدباء والمؤرخين في منطقة الخليج والوطن العربي. فيما أكد القاص محمد علي قدس أن البسام يقدم النصوص الروائية والحكاية البعيدة عن التغريب بحيث لا يمكن تأويلها وهو روائي تخيلي عملاق. أما الناقد والشاعر الدكتور يوسف العارف فقال: في حضرة التاريخ نلتقي هذا المساء مع شخصية متعددة المواهب مؤرخ وأديب وصحفي جمع بين هذه الفنون في تركيبة ثقافية فهو مخلص في تعامله مع التاريخ ذو حسن أدبي وعمق معرفي يمتلك صورا بلاغية بعيدا عن المنهج الأكاديمي. إلى ذلك قال الشاعر أحمد عائل فقيهي: الشاعر البسام يقف هذه الليلة حائرا بين الهويتين البحرينية والسعودية، فهو صاحب ثقافة متعددة لذلك يقف على خليج الحكايات ويبحث عن النجدي الطيب وهو القائل «لا يوجد مصور في عنيزة». وأضاف: البسام رجل توثيقي بامتياز مثقف استثنائي فهو الوحيد الذي فكك ارث الإعلام وأعاد كتابته من جديد، عبر قيامه بالتأريخ لرواد الصحافة في البحرين.