قصف الطيران التركي قواعد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراقوجنوب شرق تركيا، كما أعلن الجيش أمس فيما استبعدت الحكومة استئنافاً فورياً لمحادثات السلام المجمدة. وقال الجيش «لقد تم تدمير مخابئ وكهوف ومخازن أسلحة يستخدمها إرهابيون من المنظمة الإرهابية الانفصالية بقصف جوي في محافظة هكاري وشمال العراق» الإثنين. واستهدفت غارات الإثنين قواعد لحزب العمال الكردستاني في محافظة هكاري، التي تعد غالبية كردية في جنوب شرق البلاد قرب الحدود العراقية، وكذلك عدة مناطق في شمال العراق بينها معقلها الرئيس في جبال قنديل. وتأتي هذه العملية بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية، التي جرت الأحد واستعادته الغالبية المطلقة. وأطلقت الحكومة مجدداً عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني ومسلحي تنظيم «داعش» منذ يوليو ما أدى إلى انهيار هدنة هشة مع المتمردين الأكراد. وقال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان إن الشروط غير متوافرة بعد لاستئناف محادثات السلام. وقال في مقابلة مع تليفزيون إن تي في «بالنسبة لنا، لكي نقول إن عملية السلام بدأت يجب تبديد العناصر التي تعرقل هذه العملية». لكنه امتنع عن إعطاء جواب مباشر حين سُئل ما إذا كانت الدولة ستبدأ حواراً مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله أوجلان قائلاً إنه يجب تلبية بعض الشروط. وقال «رحيل حزب العمال الكردستاني من تركيا، ووقف للعمليات بالكامل، فقط بعد ذلك يمكن بحث قضايا أخرى». وتجدد النزاع مع المتمردين الأكراد بعد تفجير استهدف ناشطين مؤيدين للأكراد في بلدة سوروتش على الحدود مع سوريا في يوليو أدى إلى مقتل 34 شخصاً ونسبت مسؤوليته إلى تنظيم «داعش». من جهة أخرى، احتجزت الشرطة التركية أمس عشرات من بينهم ضباط كبار في الشرطة وموظفون كبار في الدولة يقال إنهم موالون لعبدالله كولن خصم الرئيس رجب طيب أردوغان موسعة حملتها على رجل الدين، الذي يعيش في الخارج. يجيء هذا بعد الانتخابات، التي جرت يوم الأحد الماضي وفاز بها حزب العدالة والتنمية الحاكم. وقال مكتب الادعاء في مدينة إزمير بغرب تركيا إنه أمر بالقبض على 57 شخصاً يعتقد أنهم أعضاء في «جماعة كولن الإرهابية» بدعوى أنهم سعوا إلى حملة تطهير في الجيش من خلال تدبير قضية تجسس عام 2012. وقالت وكالة دوجان للأنباء إن كولن «هو المشتبه به رقم واحد» في التحقيق الأخير. وجاءت العملية بعد أن ضمن الحزب الحاكم، الذي أسسه إردوغان أغلبية تمكنه من أن يحكم منفرداً في انتخابات صورها أردوغان على أنها تصويت لصالح الاستقرار بينما تخشى المعارضة أن تكون إيذاناً بمزيد من الحكم الاستبدادي. وقالت وكالة أناضول الرسمية للأنباء إن الشرطة احتجزت 44 مشتبهاً به خلال مداهمات نفذت في الفجر من بينهم قائد شرطة سابق في إزمير وثلاثة حكام ولايات في عملية شملت 18 إقليماً. كما صدر اعتقال بحق 13 آخرين. وتضمنت قضية التجسس عام 2012 محاكمة 357 شخصاً من بينهم عسكريون اتهموا بحيازة معلومات ووثائق عسكرية سرية. وأفرج عنهم لكن القضية ما زالت مستمرة.