أكد حلف شمال الأطلسي"الناتو" تضامنه الكامل مع تركيا في الحرب على الإرهاب، معتبرا أنها تمثل تحدياً للمجموعة الدولية، لكنه نبّه أنقرة من عواقب "استهداف المقاتلين الأكراد الذين أسهموا في الدفاع عن السكان الإيزيديين الذين شردهم تنظيم داعش في العراق، ونسف الحوار السياسي مع حزب العمال الكردستاني إذا واصلت استهداف قواعده في العراق وسورية". وخلال الاجتماع الطارئ الذي عُقد على مستوى المندوبين في بروكسيل، نأى الحلف بنفسه عن الانخراط عسكرياً في خطة تركيا لفرض منطقة عازلة داخل سورية، واعتبر أمينه العام ينس شتولتنبرج أن هذه المسأله تبحثها الولاياتالمتحدةوتركيا. وقالت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية أمس إن التصعيد التركي في حربه ضد الأكراد رغم ما يمتلكه من دعم موافقة الناتو إلا أنه خطوة غير مرحب بها بين القوى الغربية التي كانت حتى وقت قريب تحت ضغوطات لرفع اسم منظمة حزب العمال الكردستاني عن قائمة التنظيمات الإرهابية للدور الذي قامت به عناصره في مقاتلة ميليشيات داعش في مدينة كوباني السورية. وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد هدد في خطاب له أول من أمس السياسيين الذين تربطهم صلة بعرقية الأكراد وحزب العمال، موجها تهديده إلى أعضاء حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد، الذي حصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة على 13% من مقاعد الحزب ليمنع حزب التنمية والعدالة من الاستئثار بأغلبية مقاعد البرلمان. ورفض أعضاء الحزب تهديدات الرئيس التركي إردوغان معتبرين إياها لعبة سياسية من جانبه لإعادة الانتخابات، وتوجيه التهم لحزب الشعوب ليؤثر على قاعدته التصويتية حتى يتسنى له ولحزبه السيطرة على البرلمان التركي. وكان السفير الهولندي بالناتو طالب باستمرار المصالحة بين الأتراك والأكراد في الوقت الحالي حتى لا تشتت الجهود المناهضة لتنظيم داعش المسلح في كل من سورية والعراق، لينطبق بلسان حال أغلبية دول أعضاء الناتو حسب ما يرى الخبراء. وبدأ التصعيد بين الجانب التركي والأكراد بعد مصالحة دامت عامين بعد حادث التفجير الإرهابي بمدينة "سوروتش" الذي أودى بحياة 32 مواطنًا، حيث اتهم حزب العمال الأمن التركي بالتعاون مع داعش وعدم حماية الأكراد، متبعا اتهامه بعمليات ضد الجيش والشرطة التركية، ردت عليها تركيا بضربات جوية لمقار تابعة للتنظيم في شمال العراق.